ويلك ما أنت؟ قال: يقول: أنا كنزك الذي تركت بعدك، قال: فيلقمه يده فيقضمها، ثم يتبعه سائر جسده».
أخرجه أحمد (٢/ ٤٨٩/ ١٠٣٤٤)، وابن حذلم في مشيخته (٤). [الإتحاف (١٤/ ١٧٩٧١/ ٤٤١)، المسند المصنف (٣١/ ٤٠٣/ ١٤٤٣٢)].
قلت: غندر ممن سمع من ابن أبي عروبة بعد الاختلاط، ولا أظن محمد بن بكار إلا مثله، وهذا الحديث مما وقع فيه الوهم:
• فقد رواه يزيد بن زريع [ثقة ثبت متقن، إليه المنتهى في التثبت بالبصرة، وهو من أثبت الناس في ابن أبي عروبة، وهو المقدَّم فيه على غيره، قديم السماع منه، سمع منه قبل الاختلاط، وقد اشتهر الحديث عنه]، وعبد الوهاب بن عطاء الخفاف [صدوق، كان عالماً بسعيد بن أبي عروبة؛ إلا أنه سمع منه قبل الاختلاط وبعده، فلم يميز بين هذا وهذا]:
عن سعيد، عن قتادة، عن سالم بن أبي الجعد، عن معدان بن أبي طلحة، عن ثوبان، عن النبي ﷺ، قال:«من مات وترك كنزاً، مثل له يوم القيامة شجاعاً أقرع [له زبيبتان]، [يتبعه، فيقول: من أنت؟ فيقول: أنا كنزك الذي خلفت بعدك]، فلا يزال يتبعه حتى يلقم يده فيقضقضها [وفي رواية: فيقضمها]، ثم يتبعها سائر جسده».
أخرجه ابن خزيمة (٤/١١/٢٢٥٥)، وابن حبان (٨/٤٩/٣٢٥٧)، والحاكم (١/ ٣٨٨)(٢/ ١٤٥٠/ ٢٤٥ - ط الميمان)، والبزار (١٠/ ٩١/ ٤١٥٤)، والسرقسطي في الدلائل (٣٠١)، والروياني (٦١٠)، وابن جرير الطبري في تفسيره (١١/ ٤٣٨)، والطبراني في الكبير (٢/ ٩١/ ١٤٠٨)، وأبو نعيم في الحلية (١/ ١٨١). [الإتحاف (٣/٤١/٢٤٩٧)، المسند المصنف (٤/ ٤٨٥/ ٢٢٥٤)].
قال البزار:«وهذا الحديث قد روي نحو كلامه عن النبي ﷺ بغير هذا اللفظ، ولا نعلم لثوبان طريقاً غير هذا الطريق، وإسناده حسن».
وقال الحاكم:«هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه، وله شاهد صحيح على شرطه أيضاً»، ثم أخرج حديث القعقاع بن حكيم عن أبي صالح عن أبي هريرة.
قلت: وهذا هو المحفوظ عن ابن أبي عروبة، ومن قال فيه: عن قتادة عن الحسن عن أبي هريرة، فقد لزم الطريق، وسلك الجادة؛ لشهرة قتادة بالرواية عن الحسن البصري؛ أكثر من اشتهاره بالرواية عن ابن أبي الجعد، والله أعلم.
قلت: وهو حديث صحيح، وإسناده صحيح على شرط مسلم. [انظر: صحيح مسلم (٩٤٦ و ٢٣٠١)، التحفة (٢١١٥ و ٢١١٦)]، وقتادة قد صرح بسماعه من سالم بن أبي الجعد في أحاديث، وروى عنه شعبة جملة منها، وهو لا يروي عنه سوى مسموع حديثه، ولم أقف لهذا الحديث على علة، ولم يتكلم فيه أحد من الأئمة، وقد صححه ابن خزيمة، وابن حبان والحاكم، وحسن إسناده البزار.