القيامة شجاع أقرع، له زبيبتان، يأخذ بلهزمته، يقول: «أنا كنزك» [زاد في رواية ابن المظفر: «بفيه زبيبتان، يثب في وجهه، فيقول له: أعوذ بالله منك، فيقول: قد كنت تدخرني في الدنيا، فيتقيه بذراعه، فيلقمها»، ثم تلا: ﴿وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ﴾ الآية [آل عمران: ١٨٠].
أخرجه البزار (١٦/ ١٤٤/ ٩٢٤٠)، وابن المظفر في الأول من حديثه عن حاجب بن أركين (٢٩).
قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلم رواه عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة ﵁ إلا شريك، ولا عن شريك إلا ابنه».
قلت: وهذا منكر من حديث الأعمش، ولو كان محفوظاً من حديثه لما أعرض عنه الشيخان؛ فإن إسناده من لدن الأعمش فمن فوقه على شرطهما، وشريك: كان سيئ الحفظ جداً، وعبد الرحمن بن شريك، قال فيه أبو حاتم: «هو واهي الحديث»، وذكره ابن حبان في ثقاته، وقال: «ربما أخطأ»، وقال ابن عدي: «يغرب على أبيه» [التهذيب (٢/ ٥١٦)، الكامل (٤/١٩)].
• وروي من وجه آخر عن الأعمش، وليس بمحفوظ أيضاً أخرجه ابن بشران في الأمالي (٥٨٥)].
• وله طرق أخرى عن أبي هريرة:
أ - روى شعيب بن أبي حمزة، وورقاء بن عمر، وعبد الرحمن بن أبي الزناد: حدثنا أبو الزناد؛ أن عبد الرحمن الأعرج حدثه؛ أنه قال: حدثني أبو هريرة ﵁: أنه سمع رسول الله ﷺ، يقول: «يكون كنز أحدكم يوم القيامة شجاعاً أقرع». لفظ شعيب [عند البخاري].
ولفظه عند النسائي: «ويكون كنز أحدهم يوم القيامة شجاعاً أقرع، يفر منه صاحبه ويطلبه؛ أنا كنزك، فلا يزال به حتى يلقمه إصبعه».
ولفظ ورقاء: «يكون كنز أحدكم يوم القيامة شجاعاً أقرع، يفر منه صاحبه وهو يطلبه حتى يلقمه أصابعه».
أخرجه البخاري (٤٦٥٩)، والنسائي في المجتبى (٥/٢٣/٢٤٤٨)، وفي الكبرى (٣/١٤/٢٢٤٠) و (١٠/ ١١٣/ ١١١٥٢)، وأحمد (٢/ ٥٣٠/ ١٠٨٥٥)، وأبو يعلى (١١/ ٢٠٦/ ٦٣١٩)، وأبو حفص البجيري في مستخرجه على البخاري (٢٦١)، والطبراني في مسند الشاميين (٤/ ٢٦٧/ ٣٢٣٣). [التحفة (٩/ ٥٦٥/ ١٣٧٣٢)، المسند المصنف (٣١/ ٣٩٥/ ١٤٤٢٦)]
وانظر: الجامع لابن وهب (٢٠١).
ب - وروى معمر، عن همام، عن أبي هريرة ﵁، قال: قال رسول الله ﷺ: «يكون كنز أحدكم يوم القيامة شجاعاً أقرع، يفر منه صاحبه، فيطلبه، ويقول: أنا كنزك»، قال: «والله لن يزال يطلبه، حتى يبسط يده فيلقمها فاه».