أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «من آتاه الله مالاً، فلم يؤد زكاته مثل له ماله يوم القيامة شجاعاً أقرع له زبيبتان يطوقه يوم القيامة، ثم يأخذ بلهزمتيه - يعني: بشدقيه - ثم يقول: أنا مالك، أنا كنزك»، ثم تلا هذه الآية: ﴿وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ﴾ إلى آخر الآية [آل عمران: ١٨٠].
أخرجه البخاري في الصحيح (١٤٠٣ و ٤٥٦٥)، والنسائي في المجتبى (٥/٣٩/٢٤٨٢)، وفي الكبرى (٣/٢٨/٢٢٧٣)، وأحمد (٢/٣٥٥/٨٦٦١)، والبزار (١٥/ ٣٧٩/ ٨٩٧٨)، وأبو علي ابن شاذان في الأول من حديثه (٨٤)، والبيهقي في السنن (٤/ ٨١)، وفي الشعب (٥/٥٠٦/٣٠٢٩ و ٣٠٣٠)، وفي البعث والنشور (١١٣٨)، وأبو نعيم الحداد في جامع الصحيحين (٢/١٣٧/١٠٥٦). [التحفة (٩/ ٢١٧/ ١٢٨٢٠)، المسند المصنف (٣١/٣٩٧/١٤٤٢٩)]
• خالف عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار؛ فأوقفه:
مالك بن أنس، فرواه عن عبد الله بن دينار، عن أبي صالح السمان، عن أبي هريرة؛ أنه كان يقول: من كان عنده مال لم يؤد زكاته، مثل له يوم القيامة شجاعاً أقرع، له زببتان يطلبه حتى يمكنه، يقول: أنا كنزك.
أخرجه مالك في الموطأ (١/٣٤٨/٦٩٦ - رواية يحيى الليثي)(٦٧٩ - رواية أبي مصعب الزهري)(٢٠٩ - رواية الحدثاني)(٣٤٢ - رواية الشيباني)، هكذا موقوفاً على أبي هريرة. وعنه الشافعي في الأم (٢/٣ و ٦٢)، وفي المسند (٨٧ و ٩٨)، وأبو القاسم البغوي في حديث مصعب الزبيري (٥٨)، والعقيلي في الضعفاء (٢/ ٢٤٨). [المسند المصنف (٣١/٣٩٧/١٤٤٢٩)].
قال الدارقطني في العلل (١٠/١٥٤/١٩٤٦): «وقول مالك: أشبه بالصواب»؛ يعني: الموقوف.
قلت: بل قصر به مالك؛ لشدة احتياطه على عادته في ذلك، وإلا فإن الحديث محفوظ مرفوعاً من حديث أبي صالح عن أبي هريرة، وقد تابعه على رفعه؛ إلا أنه سلك فيه الجادة: عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون.
قال ابن عبد البر في التمهيد (١٧/ ١٤٥): وهذا الحديث أيضاً موقوف في الموطأ غير مرفوع، وقد أسنده عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار أيضاً عن أبيه عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي ﷺ بالإسناد الأول، ورواه عبد العزيز بن الماجشون، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، عن النبي ﷺ، وهو عندي خطأ منه في الإسناد، والله أعلم.
ثم قال:«وقد روي عن أبي هريرة هذا الحديث أيضاً عن النبي ﷺ من طرق صحاح ثابتة، منها: حديث سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة، ومنها: حديث ابن عجلان عن القعقاع بن حكيم عن أبي صالح عن أبي هريرة، كلها عن النبي، وروي معناه من حديث ابن مسعود، أحاديث هذا الباب ثابتة في هذا المعنى».