وما من صاحب غنم لا يؤدّي حقها من نجدتها ورسلها؛ إلا جيء به يوم القيامة أوفر ما كانت، وأكثر ما كانت، فيُبطح لها بقاع قرقر، فتنطحه بقرونها، وتطؤه بأظلافها، كلما تصرم آخرها كر عليه أولها، حتى يقضى بين الخلائق، ثم يُرى سبيله» أو «سبيله».
وهذا إسناد رجاله ثقات؛ إلا أنه منقطع، خلاس بن عمرو الهجري: ثقة، وكان يرسل، من الثانية، سمع عماراً وعائشة، قال أحمد:«لم يسمع خلاس من أبي هريرة شيئاً» [التاريخ الكبير (٣/ ٢٢٧)، سؤالات الآجري (٩٠٢)، جامع التحصيل (١٧٥)، تحفة التحصيل (٩٦)، التهذيب (١/ ٥٥٨)، الميزان (١/ ٦٥٨)]
وخلاس يدخل بينه وبين أبي هريرة أبا رافع الصائغ. [انظر: صحيح مسلم (٤٣٩)، سنن أبي داود (٣٦١٦ و ٣٦١٨)، سنن النسائي (١/ ١٧٧)، سنن ابن ماجه (٩٩٨ و ٢٣٢٩ و ٢٣٤٦)، صحيح ابن خزيمة (٣/٢٥/١٥٥٥)، مستدرك الحاكم (١/ ٢٧٤)، سنن الدارقطني (٤/ ٢١١) و (٤١٢ و ١/٦٥/٣٨٢)، وغيرها]
وأما قول الذهبي في الميزان:«لكن روايته عن أبي هريرة في البخاري»؛ فليس دليلاً على إثبات السماع، فإن البخاري قد روى له مقروناً بابن سيرين والحسن في الإسناد، ولا يعني هذا سماعه من أبي هريرة؛ لا سيما مع تصريح الإمام أحمد بعدم سماعه، ومع روايته عن أبي هريرة بواسطة أبي رافع الصائغ [صحيح البخاري (٤٧٩٩ و ٣٤٠٤) و (٦٦٦٩)] وفي الجملة فهو انقطاع يسير؛ لا سيما مع شهرة الحديث من طرق عن أبي هريرة، وهو إسناد جيد في المتابعات، والله أعلم.
• وانظر في الأوهام والمناكير: ما أخرجه البزار (١٤/ ٢٨٤/ ٧٨٨٦) و (١٥/ ١٠٤/ ٨٣٩٣)، وأبو يعلى في المعجم (١٤)، وفي المسند (١٠/ ٤٠٨/ ٦٠١٤)، والسرقسطي في الدلائل (١٦)، وأبو عوانة (١٥/ ٢٩٦/ ٧٧٢١)، والطبراني في الأوسط (٣/ ٢٦٠/ ٣٠٨٨)، وابن المقرئ في المعجم (١١٢١)، وأبو الحسين ابن بشران في فوائده (١٣٣ - فوائد ابن منده)، وأبو القاسم الحرفي في أماليه (٩٣)، والبيهقي (٦/ ٣٢٩)، وانظر: علل الدارقطني (٩/ ٢٥٣/ ١٧٤٢) و (١١/ ١٥٤/ ٢١٩٠)، علل شرح الترمذي (٢/ ٧٥٧).
وروى أبو النضر هاشم بن القاسم، والحسن بن موسى الأشيب، وقرة بن حبيب القنوي [وهم ثقات]، وعبد الصمد بن النعمان [بغدادي، صدوق مكثر، وله أوهام، ولعله لأجلها قال فيه النسائي والدارقطني: ليس بالقوي. تقدم الكلام عليه مفصلاً في فضل الرحيم الودود (٨/ ٤٥٦/ ٧٨٢)]:
حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، عن أبيه، عن أبي صالح السمان، عن