للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

قيل: يا رسول الله، فالخيل؟ قال: «الخيل ثلاثة: هي لرجل وزر، وهي لرجل ستر، وهي لرجل أجر، فأما التي هي له وزر: فرجل ربطها رياءً وفخراً ونواءً على أهل الإسلام، فهي له وزر، وأما التي هي له ستر فرجل ربطها في سبيل الله، ثم لم ينس حق الله في ظهورها ولا رقابها، فهي له ستر، وأما التي هي له أجر: فرجل ربطها في سبيل الله لأهل الإسلام، في مرج وروضة، فما أكلت من ذلك المرج أو الروضة من شيء، إلا كتب له عدد ما أكلت حسنات، وكتب له عدد أروائها وأبوالها حسنات، ولا تقطع طولها فاستنت شرفاً أو شرفين إلا كتب الله له عدد آثارها وأرواثها حسنات، ولا مرَّ بها صاحبها على نهر فشربت منه ولا يريد أن يسقيها، إلا كتب الله له عدد ما شربت حسنات».

قيل: يا رسول الله، فالحُمُر؟ قال: «ما أُنزل عليَّ في الحُمُر شيء، إلا هذه الآية الفاذة الجامعة: ﴿فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ﴾» [الزلزلة: ٧].

أخرجه مسلم (٢٤/ ٩٨٧)، وأبو عوانة (٨/٣٤٤/٣٣٧٢) - (١٤/٥١٦/١٨١٢٨ إتحاف)، والبيهقي في السنن (٤/ ١١٩ و ١٣٧) و (٧/٣)، والبغوي في شرح السُّنَّة (٥/ ١٥٦٢/ ٤٨٠)، وقال: «هذا حديث صحيح». [التحفة (٩/ ٦٨/ ١٢٣١٦)، الإتحاف (١٤/ ٥١٦/ ١٨١٢٨)، المسند المصنف (٣١/ ٣٨٩/ ١٤٤٢٥)].

وهذا حديث صحيح، أخرجه مسلم في صحيحه.

فإن قيل: ألم يتكلم في سويد وحفص؟

فيقال: بلى؛ حفص بن ميسرة العقيلي الصنعاني: لا بأس به، تكلموا في سماعه من زيد بن أسلم؛ أنه كان عرضاً. [انظر: ترجمة حفص في فضل الرحيم الودود (٥/ ٢٠٦/ ٤٢٤)]، ومثل هذا لا يقدح في الرجل؛ لا سيما إذا كان حديثه مستقيماً، قد توبع عليه.

وسويد بن سعيد الحدثاني: صدوق في نفسه؛ إلا أنه تغير بعدما عمي، وصار يتلقن، فضعف بسبب ذلك. [انظر: ترجمة سويد في فضل الرحيم الودود (١١/ ٥٢٧/ ١٠٩٦)].

وقد انتقى له مسلم من حديثه ما أصاب فيه وتوبع عليه، وأكثر ما نقم على سويد هو التلقين، فضعفوه بسببه، لكنه في الأصل صدوق، قال أحمد: «ما علمت إلا خيراً»، وقال مرة: «هو لا بأس به، أرجو أن يكون صدوقاً»، وقال أبو القاسم البغوي: «كان سويد من الحفاظ، وكان أحمد بن حنبل ينتقي عليه لولديه صالح وعبد الله يختلفان إليه، فيسمعان منه»، وعرض عليه ابنه عبد الله أحاديث سويد عن ضمام بن إسماعيل، فقال له: «اكتبها كلها»، أو قال: «تتبعها، فإنه صالح»، أو قال: «ثقة»، وقال أبو حاتم: «كان صدوقاً، وكان يدلس ويكثر»، وروى عنه أبو حاتم وأبو زرعة، وقال الأخير: «أما كتبه فصحاح، وكنت أتتبع أصوله، فأكتب منها، فأما إذا حدث من حفظه؛ فلا»، وتكلم فيه جماعة مثل: البخاري والنسائي وصالح جزرة وغيرهم، وقد كان ابن معين وابن حبان شديدي الحمل عليه، لأجل غرائبه ومناكيره التي تفرد بها دون الناس بسبب التلقين، أو لسوء الحفظ بأخرة، وقد تعقب الدارقطني ابن حبان، فقال: «سويد بن سعيد: ثقة، ولكنه كبر، فربما

<<  <  ج: ص:  >  >>