بقاع قرقر، ليس فيها عضباء، ولا عقصاء، ولا جلحاء، تطؤه بأظلافها، وتنطحه بقرونها، في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، كلما مر عليه أولها كر عليه آخرها، حتى يقضي الله بين الناس، فيرى سبيله إما إلى جنة، وإما إلى النار».
وفي رواية ابن بكير: قالوا لرسول الله ﷺ: أصحاب الحُمُر؟ قال:«لم ينزل علي في الحُمُر شيء؛ إلا هذه الآية الفاذة: ﴿فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ﴾ [الزلزلة: ٧]» إلى آخر السورة.
أخرجه ابن زنجويه في الأموال (١٣٥٤)، وابن أبي حاتم في العلل (٢/٦٠٦/٦٣٣) و (٤/٦٥١/١٧٠٧).
قال أبو زرعة:«هذا وهمٌ، وهم فيه الليث؛ إنما الصحيح: كما رواه مالك، وحفص بن ميسرة، وابن أبي فديك عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ».
قلت: وهو كما قال أبو زرعة.
قلت: وهشام بن سعد: صدوق، من أثبت الناس في زيد بن أسلم، قال أبو داود:«هشام بن سعد: أثبت الناس في زيد بن أسلم» [التهذيب (٤/ ٢٧٠)] [وقد سبق الكلام على هشام بن سعد مراراً، ومتى يقبل حديثه، ومتى يردُّ، وانظر مثلاً: ما تقدم برقم (١١٧ و ٤١٠ و ٤٢٤ و ٩٠٥ و ٩٢٧ و ٩٤١ و ١٦٤٤)].
• ورواه سويد بن سعيد: حدثنا حفص - يعني: ابن ميسرة الصنعاني -، عن زيد بن أسلم؛ أن أبا صالح ذكوان أخبره؛ أنه سمع أبا هريرة، يقول: قال رسول الله ﷺ: «ما من صاحب ذهب ولا فضة، لا يؤدّي منها حقها، إلا إذا كان يوم القيامة صفحت له صفائح من نار، فأحمي عليها في نار جهنم، فيكوى بها جنبه وجبينه وظهره، كلما بردت أعيدت له، في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، حتى يُقضى بين العباد، فيرى سبيله، إما إلى الجنة، وإما إلى النار».
قيل: يا رسول الله، فالإبل؟ قال:«ولا صاحب إبل لا يؤدّي منها حقها، ومن حقها حلبها يوم وردها، إلا إذا كان يوم القيامة بطح لها بقاع قرقر أوفر ما كانت، لا يفقد منها فصيلاً واحداً، تطؤه بأخفافها، وتعضه بأفواهها، كلما مرَّ عليه أولاها رُدَّ عليه أخراها، في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، حتى يُقضى بين العباد، فيرى سبيله إما إلى الجنة، وإما إلى النار».
قيل: يا رسول الله، فالبقر والغنم؟ قال:«ولا صاحب بقر ولا غنم، لا يؤدي منها حقها، إلا إذا كان يوم القيامة بطح لها بقاع قرقر، لا يفقد منها شيئاً، ليس فيها عقصاءُ، ولا جلحاء، ولا عضباء تنطحه بقرونها وتطؤه بأظلافها، كلما مر عليه أولاها رُدَّ عليه أخراها، في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، حتى يقضى بين العباد، فيرى سبيله إما إلى الجنة، وإما إلى النار».