للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

في الوقف؛ لأجل بقية الطرق عن ابن مسعود الدالة على شهرة وقف الحديث، فقد رواه موقوفاً على ابن مسعود: الحارث بن سويد، وأبو العبيدين معاوية بن سبرة، وسعد بن عياض، وأبو المغيرة علي بن ربيعة الأسدي، كما رواه أيضاً الخبير بحديث ابن مسعود: إبراهيم بن يزيد النخعي، قال: سُئل عبد الله عن الماعون، قال: ما يتعاوره الناس بينهم، الفأس والقدر والدلو وشبهه؛ فلو كان إبراهيم قد بلغه أن أحداً من أصحاب ابن مسعود رواه مرفوعاً، أو بصيغة تشبه المرفوع؛ لما قصر به ولما اقتصر على الموقوف، وكذلك تشير رواية أبي المغيرة الأسدي إلى هذا المعنى حين سأل ابن عمر، وعارضه بقول ابن مسعود، فقال له: إن ابن مسعود قال: هو منع الفأس والدلو، فدل ذلك على اشتهاره موقوفاً من قول ابن مسعود، وأن الرفع لم يكن يُعرف من حديث ابن مسعود بين أصحابه والمعتنين بحديثه، والله أعلم [وسيأتي تخريج هذه الطرق بعد قليل].

ويستفاد أيضاً من تصرف أبي حاتم؛ بأنه لم يعله باضطراب عاصم في إسناده، فإنهم قد عابوا عليه أنه كان يُختلف عليه في حديث زر وأبي وائل، أو كان يشك فيه ويضطرب. [انظر: التهذيب (٢/ ٢٥٠)، شرح علل الترمذي (٢/ ٧٨٨)، الميزان (٢/ ٣٥٧)].

وفيه أيضاً دلالة على أن أبا عوانة كان مختصاً بعاصم بن بهدلة، مكثراً عنه، عالماً بحديثه، مميزاً بين ما كان عن أبي وائل، وما كان عن زر بن حبيش، وقد وجدت له عن عاصم حديثاً كثيراً، وقد علق له البخاري في صحيحه حديثاً في الفتن برقم (٧٠٦٧) بصيغة الجزم [وانظر أيضاً فيمن رجح رواية أبي عوانة عن عاصم عند الاختلاف على عاصم: علل الدارقطني (٥/ ١٠٠/ ٧٤٦) و (٥/ ٢٤٦/ ٨٥٦)].

قلت: والحاصل: فإن الأشبه عندي أنه من حديث أبي وائل عن ابن مسعود موقوفاً عليه، قوله: كل معروف صدقة، كنا نعدُّ الماعونَ: القِدرَ، والدَّلو، وأشباه ذلك. ولا يثبت رفعه؛ لا سيما وقد روي من طرق أخرى صحيحة ثابتة عن ابن مسعود موقوفاً عليه قوله، والله أعلم.

• وروي هذا الحديث من حديث منصور بن المعتمر، وهو غريب من حديثه: رواه هشام بن عمار: ثنا الوليد بن مسلم: ثنا شيبان عن منصور، عن أبي وائل، عن عبد الله، قال: كنا نعد الماعون الفأس، والقدر، والدلو.

أخرجه الطبراني في الكبير (٩/ ٢٠٨/ ٩٠١٤)، وفي الأوسط (٥/٣١/٤٥٨٩).

قال الطبراني: «لم يرو هذا الحديث عن منصور إلا شيبان، تفرد به الوليد بن مسلم».

قلت: شيبان بن عبد الرحمن النحوي: ثقة، مكثر عن منصور بن المعتمر؛ لكن الشأن في تفرد أهل الشام عنه، فهو كثير الأصحاب، روى عنه جمع كبير من أهل العراق.

فهو حديث غريب لم يُعرف في بلده، وإنما عرف خارجها، حيث لم يروه عن شيبان سوى الوليد بن مسلم الدمشقي، فأين أهل العراق على كثرتهم عن حديث شيبان هذا؟ فإن

<<  <  ج: ص:  >  >>