أبو وائل، عن ابن مسعود … ؛ إلا أنه لم يقل: على عهد رسول الله ﷺ، وزاد: الفأس، وما تتعاطون بينكم. هكذا موقوفاً.
ج - ورواه حماد بن سلمة [بصري، ثقة، مكثر عن عاصم بن أبي النجود]، عن عاصم بن بهدلة، عن زر بن حبيش، عن ابن مسعود، قال: الماعون: العواري: الدلو، والقدر، والميزان. هكذا موقوفاً، لم يرفعه، وجعله عن زر.
فيقال: أما الطريق الثاني: فلا يثبت عن شيبان والإسناد إليه لا يصح.
فيبقى الترجيح بين الأول والثالث، حيث جعله أبو عوانة: من حديث أبي وائل، ورفعه، ورواه حماد بن سلمة من حديث زر بن حبيش موقوفاً.
• والأشبه عندي بالصواب - والله أعلم -: أنه من حديث أبي وائل؛ لتقدم أبي عوانة في الحفظ وضبط الكتاب على حماد بن سلمة، وأما الرفع: فقد تفرد به أبو عوانة، ولم يتابع عليه؛ حيث روي هذا الحديث من وجوه متعددة عن ابن مسعود موقوفاً عليه قوله، مما يرجح حديث حماد بن سلمة في الوقف، والله أعلم.
وكذلك فإن أبا عوانة: قد أجمعوا على أنه ثقة ثبت حجة فيما حدث من كتابه، وإذا حدث من حفظه ربما غلط، وقد سئل أحمد بن حنبل: أبو عوانة أثبت، أم شريك؟ قال:«إذا حدث أبو عوانة من كتابه فهو أثبت، وإذا حدث من غير كتابه فربما وهم»، وقال أبو حاتم:«كتبه صحيحة، وإذا حدث من حفظه غلط كثيراً، وهو صدوق ثقة، وهو أحب إليَّ من أبي الأحوص ومن جرير بن عبد الحميد، وهو أحفظ من حماد بن سلمة»، وقال أبو زرعة الرازي:«بصري، ثقة إذا حدث من كتابه»، وقال ابن حبان:«وكان ربما يهم إذا حدث من حفظه»، وقال الذهبي:«استقر الحال على أن أبا عوانة: ثقة، وما قلنا إنه كحماد بن زيد، بل هو أحب إليهم من إسرائيل وحماد بن سلمة، وهو أوثق من فليح بن سليمان، وله أوهام تجانب إخراجها الشيخان» الطبقات لابن سعد (٧/ ٢٨٧)، العلل ومعرفة الرجال (١٠٥٠ و ١٢٥٣ و ٢٦٤٢ و ٤٣٢٩)، مسائل ابن هانئ (٢١٣٤)، التاريخ الكبير (٨/ ١٨١)، الثقات للعجلي (١٩٣٧)، المعرفة والتاريخ (٢/ ١٦٧ - ١٦٩)، الجرح والتعديل (٩/٤٠)، الثقات (٧/ ٥٦٣)، وقال: كان أبو عوانة يقيم بواسط، ثم انتقل إلى البصرة وسكنها إلى أن مات بها. المشاهير (١٢٦٤)، تارخ بغداد (١٥/ ٦٣٨)، السير [(٨/ ٢١٧)، إكمال مغلطاي (١٢/ ٢١٤)، التهذيب (٤/ ٣٠٨)].
[وانظر أيضاً: فضل الرحيم الودود (٧/ ٢٢٧/ ٦٣٧) حديثاً آخر، وهم في رفعه أبو عوانة على عاصم بن سليمان الأحول، وأوقفه جماعة عنه].
فإن قيل: قد سأل ابن أبي حاتم أباه عن حديث آخر: رواه حماد بن سلمة، عن عاصم، عن زر، عن أبي موسى، ورواه أبو عوانة عن عاصم، عن أبي وائل، عن أبي موسى؟ فقال أبو حاتم:«أبو عوانة أحفظ من حماد» [العلل (٥/ ٦٦٣/ ٢٢٤١)].
فيقال: نعم؛ قد قدمنا قول أبي عوانة في الإسناد، ولكن قدمنا قول حماد بن سلمة