فذهب علمه، وقال الدارقطني: «رأيت في كتبه تخاليط»، ورماه بالكذب: القاسم بن أبي صالح [تاريخ بغداد (١١/ ٥٩١ - ط الغرب)، السير (١٦/١٥)، تاريخ الإسلام (٨/٤٦ - ط الغرب)، اللسان (٥/ ٩٦)].
ونسخة تفسير مجاهد هي برواية أبي القاسم عبد الرحمن بن الحسن الأسدي القاضي هذا، وقد نص فيها على سماعه من ابن ديزيل، وهذا السماع قد نفاه معاصروه وأهله، وكذبوه بسببه، وقد قال في أول النسخة: حدثنا إبراهيم بن الحسين بن علي الهمداني، قال: حدثنا آدم بن أبي إياس. وهي نسخة تروى عن آدم، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد تفسيره، وتشتمل على أسانيد أخرى.
وهذا الحديث قد رواه مقرونا بتفسير ابن عباس الآتي ذكره في الشواهد.
قال عبد الرحمن: ثنا إبراهيم، قال: ثنا آدم، قال: ثنا المسعودي، عن سلمة بن كهيل، عن أبي العبيدين، عن ابن مسعود قال: هو منع الفأس والدلو والقدر، وما يتعاطى الناس بينهم.
ثم قال: نا إبراهيم قال: ثنا آدم، قال: ثنا شيبان، عن عاصم بن أبي النجود، عن أبي وائل، عن ابن مسعود قال: كنا نعد الماعون عارية الدلو والقدر والفأس، وما تتعاطون بينكم.
ثم قال: ثنا إبراهيم، قال: ثنا آدم، قال: ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس، قال: الماعون: متاع البيت.
قلت: أما الأول والثالث؛ فهما ثابتان من حديث آدم عن المسعودي، ومن حديث ورقاء عن ابن أبي نجيح، وسيأتي كل في موضعه، وأما حديث آدم عن شيبان؛ فلم نجده من غير هذا الطريق؛ فلا يثبت، والله أعلم.
• خولف في إسناده أبو عوانة:
فرواه عفان بن مسلم، وحجاج بن منهال، وأبو عمر حفص بن عمر الضرير [وهم ثقات، من أصحاب حماد]:
حدثنا حماد بن سلمة [ثقة، مكثر عن عاصم بن أبي النجود]، عن عاصم بن بهدلة، عن زر بن حبيش، عن ابن مسعود قال: الماعون: العواري: الدلو، والقدر، والميزان.
أخرجه ابن المنذر في الأوسط (١١/ ٣٤٩/ ٨٦١٨)، وابن أبي حاتم في تفسيره (١٠/ ٣٤٦٨/ ١٩٤٩٢)، وأبو إسحاق الثعلبي في الكشف والبيان (١٠/ ٣٠٥).
وهذا موقوف على ابن مسعود بإسناد صحيح.
فإن قيل: قد اختلف في هذا الحديث على عاصم بن أبي النجود على ثلاثة أوجه:
أ - رواه أبو عوانة [واسطي، ثقة ثبت]، عن عاصم، عن شقيق، عن عبد الله، قال: كل معروف صدقة، كنا نعد الماعون على عهد رسول الله ﷺ: القدر، والدلو، وأشباه ذلك.
ب - ورواه شيبان بن عبد الرحمن النحوي [ثقة]، عن عاصم بن أبي النجود ثنا
