• ورواه مالك، عن أبي عوانة، عن عاصم، عن زر، عن عبد الله، قال: كل معروف صدقة. هكذا بطرفه الأول موقوفاً، لكن جعله عن زر بن حبيش.
أخرجه ابن أبي شيبة (٥/ ٢٢١/ ٢٥٤٣٣)، عن مالك به.
قلت: مالك هذا هو مالك بن إسماعيل أبو غسان النهدي، وهو: ثقة متقن، فلعل أبا عوانة حدثه به من حفظه، فوهم في جعله عن زر بن حبيش، بدلاً من أبي وائل شقيق بن سلمة؛ حيث إن جماعة من الحفاظ الأثبات قد رووه عن أبي عوانة، فجعلوه عن شقيق.
• قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلم أحداً رواه بهذا اللفظ عن عاصم إلا أبو عوانة».
وقال الدارقطني في الأفراد (٤٠١٢ - أطرافه): «تفرد به أبو عوانة، عن عاصم، عن أبي وائل، واختلف عنه».
قلت: نعم؛ تفرد برفعه أبو عوانة الوضاح بن عبد الله اليشكري، وقد أجمعوا على أنه: ثقة ثبت حجة فيما حدث من كتابه، وإذا حدث من حفظه ربما غلط، وقد خالفه حماد بن سلمة فجعله عن زر، وأوقفه، والموقوف أشبه بالصواب، والله أعلم.
• وقد رواه آدم بن أبي إياس [ثقة]: ثنا شيبان [شيبان بن عبد الرحمن النحوي: ثقة]، عن عاصم بن أبي النجود: ثنا أبو وائل، عن ابن مسعود … ؛ إلا أنه لم يقل: على عهد رسول الله ﷺ، وزاد: الفأس، وما تتعاطون بينكم. هكذا موقوفاً.
أخرجه البيهقي في السنن (٤/ ١٨٣)، قال: أخبرناه أبو عبد الله الحافظ [هو الحافظ الكبير أبو عبد الله الحاكم المعروف بابن البيع، صاحب المستدرك]: أنبأ عبد الرحمن بن الحسن القاضي: ثنا إبراهيم بن الحسين: ثنا آدم بن أبي إياس: ثنا شيبان، عن أبي عاصم بن أبي النجود: ثنا أبو وائل، عن ابن مسعود، فذكره.
وقد وقع هذا الحديث في نسخة تفسير مجاهد (٧٥٥) هكذا: أنبأ عبد الرحمن، قال: نا إبراهيم، قال: ثنا آدم، قال: ثنا شيبان، عن عاصم بن أبي النجود، عن أبي وائل، عن ابن مسعود، قال: كنا نعد الماعون: عارية الدلو والقدر والفأس، وما تتعاطون بينكم. موقوفاً.
يعني: أنه بنفس الإسناد، والراوي عن آدم بن أبي إياس، هو: إبراهيم بن الحسين بن علي أبو إسحاق الهمذاني الكسائي، المعروف بابن ديزيل: ثقة حافظ [الإكمال لابن ماكولا (٤/ ٢٦٥)، تاريخ دمشق (٦/ ٣٨٧)، السير (١٣/ ١٨٤)، اللسان (١/ ٢٦٥)].
والراوي عن ابن ديزيل: عبد الرحمن بن الحسن بن أحمد بن محمد بن عبيد بن عبد الملك أبو القاسم الأسدي القاضي، من أهل همذان، حدث عن إبراهيم بن الحسين بن ديزيل الهمذاني، وغيره، وقدم بغداد وحدث بها، فكتب عن الشيوخ القدماء، وروى عنه الدارقطني والحاكم وغيرهما، وادعى السماع من ابن ديزيل فذهب علمه، وهو كذاب، لم يسمع منه، قال صالح بن أحمد الهمذاني الحافظ: «ضعيف، ادعى الرواية عن ابن ديزيل،