أقف له في أطراف الكتب الستة على حديث واحد، بينما للزهري عن عروة عن عائشة: في التحفة ما يزيد على ثلاثمائة وخمسين رواية (٣٥٢) (١٦٤٠١ - ١٧٦٥٣)، وفي أطراف العشرة ما يزيد على مائة وخمسين حديثا (١٥٦) (٢٢٠٧٤ - ٢٢٢٣٠)، ووجدت لهشام بن عروة عن أبيه عن عائشة في التحفة ما يزيد على خمسمائة وثمانين رواية (٥٨٥) (١٦٧٦٠ - ١٧٣٤٥)، وفي أطراف العشرة ما يزيد على مائتي حديث (٢١٥) (٢٢٢٤٢ - ٢٢٤٥٧).
والحاصل: فإن حديث أبي الزبير عن عروة: حديث شاذ بهذا السياق، والله أعلم.
ح - وروى عمرو بن علي الفلاس [ثقة حافظ، إمام]، ومحمد بن المثنى [ثقة ثبت]، والحسين بن حسن المروزي [ثقة]، ونعيم بن حماد المروزي [ضعيف]:
عن عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي [ثقة]، حدثنا عبيد الله بن عمر مذ ستين سنة، عن يزيد بن رومان [مدني، ثقة]، عن عروة، عن بريرة؛ أنها قالت: كان في ثلاث من السنة: تصدق علي بلحم فأهديته لعائشة ﵂، فدخل رسول الله ﷺ، فقال، «ما هذا اللحم؟»، فقالت: لحم تصدق به على بريرة، فأهدته لنا، فقال، «هو على بريرة صدقة، وهو لنا هدية».
وكاتبت على تسع أواق، فقالت عائشة: إن شاء مواليك عددت ثمنك عدة واحدة، فقالت: إنهم يقولون: إلا أن تشترطي لهم الولاء، فذكرت ذلك للنبي ﷺ، فقال، «اشتريها واشترطي لهم، فإنما الولاء لمن أعتق».
قالت: وأعتقتني؛ فكان لي الخيار.
أخرجه النسائي في الكبرى (٥٠٥/ ٤٩٩٨)، والحسين المروزي في البر والصلة (٢٦٥)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (٦/ ٢٠٥/ ٣٤٣٥)، والطحاوي في المشكل (١١/٢٣١/٤٤٠٧)، والطبراني في الكبير (٢٤/ ٢٠٤/ ٥٢٥). [التحفة (١١/٤١/١٥٧٨٤)، المسند المصنف (٣٦/ ١١٧/ ١٧٣٧٠)].
قال النسائي: «حديث يزيد بن رومان: خطأ»، قال المزي: «يعني: أن الصواب حديث الزهري وغيره، عن عروة، عن عائشة» [التحفة (١٥٧٨٤)، تهذيب الكمال (٣٥/ ١٣٧)]
قال البوصيري في إتحاف الخيرة (٧/٢٥٥/٦٨٠١): «رواه أبو يعلى الموصلي، والنسائي في الكبرى، بسند رواته ثقات، وليس لبريرة عند النسائي سوى هذا الحديث، وليس لها رواية في شيء من بقية الكتب الستة، وأصله في الصحيحين وغيرهما من حديث عائشة. وله شاهد من حديث ابن عباس، وتقدم لفظه في كتاب الولاء».
وقال ابن حجر في الإصابة (٨/٥٠): «ورجاله موثقون؛ لكن قال النسائي: إنه خطأ؛ يعني: والصواب: عروة عن عائشة»، وقال نحوه في الفتح (٥/ ١٩٠).
قلت: يزيد بن رومان عن عروة، عن عائشة: سلسلة أخرج بها الشيخان أحاديث لعائشة. [انظر: التحفة (١٧٣٥١ - ١٧٣٥٤)].