ابن حبان في الثقات، وقال الذهبي في ترجمة نصر بن الفتح السمرقندي من الميزان:«وقاضي سمرقند: ذكره ابن أبي حاتم، وما لينه أحد قط»، قلت: بل قال أبو حاتم: «هو قاضي سمرقند وبلخ، روى عنه عبدة بن سليمان، وأحمد بن منصور المروزي»؛ فمثله يقبل حديثه سيما مع المتابعة. التاريخ الكبير (١/ ٣٧٨)، كن مسلم (٢٢٤٩)، الجرح والتعديل (٢/ ٢٠٧)، الثقات (٨/١٠٩)، تاريخ الإسلام (٥/٢٧) - ط الغرب، الميزان (٤/ ٢٥٣)، اللسان (٨/ ٢٦٥)، الثقات لابن قطلوبغا (٢/ ٣٠٦)]:
عن ابن جريج، قال، أخبرني أبو الزبير؛ أنه سمع عروة بن الزبير، يقوم، جاءت وليدة لبني هلال، يقال لها: بريرة، تستعين عائشة في كتابتها، فساومت عائشة بها أهلها، فقالوا: لا نبيعها إلا وولاؤها لنا، فتركتها، وقالت لرسول الله ﷺ:«أبوا أن يبيعوها إلا ولهم ولاؤها»، فقال، «لا يمنعك ذلك، إنما الولاء لمن أعتق»، فابتاعتها عائشة فأعتقتها.
فخيرت بريرة فاختارت نفسها.
وقسم النبي ﷺ لها شاةً، فأهدت لعائشة ﵂ منها فبعثت به [وفي رواية: فأهدت لعائشة نصفها]، فقال النبي ﷺ:«هل عندكم من طعام؟»، فقالت: لا؛ إلا من الشاة التي أعطيت بريرة، فنظر ساعة، ثم قال، «قد وقعت موقعها، هي عليها صدقة، ولنا هدية»، فأكل منها.
زاد عبد الرزاق في آخره وقال عروة: ابتاعتها مكاتبة على ثمان أواق، لم تقض من كتابتها شيئاً.
أخرجه عبد الرزاق (٧/ ٢٤٩/ ١٣٠٠٨)، وأبو عوانة (٨/ ٤١٤/ ٣٤٣٦) و (٨/ ٤١٥/ ٣٤٣٧)، وأبو الشيخ في حديث أبي الزبير عن غير جابر (٣٧) و (٣٨). [الإتحاف (١٧/ ١٦٥/ ٢٢٠٧٣)، المسند المصنف (٣٨/ ٣٢٥/ ١٨٣٣٩)].
قال ابن حجر في الإتحاف:«وصورته مرسل».
قلت: هذا الحديث قد رواه الشيخان وغيرهما من طرق كثيرة عن ابن شهاب الزهري، وعن هشام بن عروة، كلاهما عن عروة، عن عائشة بنحو هذا السياق، وليس فيه قصة الصدقة وهدية بريرة. [انظر: المسند المصنف (٣٨/ ٣٢١/ ١٨٣٣٩)، ويأتي تخريجه إن شاء الله تعالى في موضعه من السنن برقم (٢٢٣٣ و ٣٩٢٩ و ٣٩٣٠)]، لا سيما وقد انفرد أبو الزبير بلفظة فيها لم يروها الأسود بن يزيد، ولا القاسم بن محمد، عن عائشة، وهي قوله في هذا الحديث:«قد وقعت موقعها»، إنما تعرف هذه الجملة من حديث أم عطية [أخرجه البخاري (١٤٤٦ و ١٤٩٤ و ٢٥٧٩)، ومسلم (١٠٧٦)، ويأتي ذكره في الشواهد]، ومن حديث جويرية بنت الحارث [أخرجه مسلم (١٠٧٣)، ويأتي ذكره في الشواهد].
والزهري وهشام بن عروة: هما أعلم الناس بحديث عروة بن الزبير.
وليس لأبي الزبير عن عروة عن عائشة في أطراف العشرة سوى هذا الحديث، ولم