ودخل رسول الله ﷺ، فقال، «هل عندكم شيء تطعمونا؟»، قالوا: لا، إلا شيء من لحم تُصدق به على بريرة، أهدته لنا، فقال، «هو عليها صدقة، ولنا هدية»، فأكل منها.
واشترط مواليها أن لا يبيعوها إلا أن يكون الولاء لهم، فقال، «اشتريها وأعتقيها، فإن الولاء لمن أعطى المال».
أخرجه ابن صاعد في الرابع من حديثه (٦)، والطبراني في الأوسط (٢/ ٣٢٢/ ٢١٠٣)، والدارقطني في الأفراد (٢/ ٤٤٠/ ٦١١٧ - أطرافه).
قال الطبراني: «لم يرو هذا الحديث عن عمران بن حدير إلا حماد بن مسعدة».
وقال الدارقطني: «تفرد به: حماد بن مسعدة، عن عمران بن حدير، عن عكرمة، ولا أعلم حدث به عنه غير حبيب بن بشر بن أبي خداش العتكي».
قلت: هو حديث غريب جداً، تفرد به عن عمران بن حدير دون بقية أصحابه على كثرتهم وإمامتهم: حماد بن مسعدة، وهو ثقة، ولم يروه عنه سوى حبيب بن بشر، وهو مقل، لم يشتهر حديثه، ولا يكاد يُعرف وإن كان قد روى عنه جماعة، ولم أقف له على ترجمة في كتب التراجم المشهورة؛ إذ لم يترجم له البخاري، ولا ابن أبي حاتم، ولا ابن حبان، ولا من بعدهم!!.
• والمعروف عن عكرمة في قصة بريرة: هو ما رواه أيوب السختياني، وقتادة، وخالد الحذاء، وهشام بن حسان، عن عكرمة، عن ابن عباس، بغير هذا السياق، وتقدم تخريجه قبل حديث عائشة.
قال الدارقطني في العلل (١٥/ ٨١/ ٣٨٤٩): «وروى هذا الحديث: عمران بن حدير، عن عكرمة، عن عائشة، وقال فيه: إن زوجها كان حراً» [قلت: ولم يبين هنا بأنه غريب من حديث عمران بن حدير، ولا يثبت عنه؛ وإنما أشار إلى ذلك في الأفراد، كما تقدم نقله عنه، وكلامه هنا يشعر بكونه محفوظاً من حديث عمران].
ثم قال، «والحجازيون أعلم بالحديث [يعني: في كونه كان عبداً]؛ وخالفه سماك بن حرب، وخالد الحذاء، وقتادة، فرووه عن عكرمة، عن ابن عباس».
قلت: بل خالفه أيوب السختياني، وقتادة، وخالد الحذاء، وهشام بن حسان، فرووه عن عكرمة، عن ابن عباس.
وأما حديث سماك؛ فهو مضطرب عن عكرمة، وسبق بيان المحفوظ فيه.
• هكذا روى حديث بريرة: شعبة، وهشام بن عروة، وسماك: عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة؛ فجعلوه من مسند عائشة.
• ووهم بعضهم فجعله من مسند بريرة:
رواه سليمان بن عبيد الله أبو أيوب الغيلاني: ثنا أبو عامر عبد الله بن عمر، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن بريرة، قالت: كان في ثلاث سنن: كاتبني أهلي على اثنتي عشرة أوقية، فأتيت عائشة أستعينها على مكاتبتي، … فذكر الحديث.