رسول الله ﷺ يحضها عليه، فجعلت تقول لرسول الله ﷺ: أليس لي أن أفارقه؟ قال، «بلى»، قالت: فقد فارقته.
ولفظ علي بن غراب [عند أبي بكر الشافعي]: خيرت بريرة حين أعتقت، فقيل: إن شئت فقري عنده، وإن شئت ففارقيه. ودخل رسول الله ﷺ وعندي لحم، وقد قربت إليه طعاما ليس فيه لحم، فقال، «ألم أر لكم برمة من لحم؟»، قالوا: يا رسول الله إنما ذاك شيء تصدق به على بريرة، فقال، «هاتيه؛ فإنما هو على بريرة صدقة، وهو لنا هدية».
وفي رواية لأبي أسامة [عند ابن خزيمة]: دخل علي رسول الله ﷺ فأتي بطعام ليس معه لحم، فقال، «ألم أر لكم برمة؟»، قلت: بلى ذاك لحم تصدق به على بريرة، فقال، «هو لها صدقة، وهو منها هدية». وبنحوه لفظ عبد العزيز بن أبي حازم، وحاتم بن إسماعيل، وقالا: وإن زوجها كان عبدا، وكذا قال الدراوردي.
أخرجه مسلم (١٧٢/ ١٠٧٥) و (١٠/ ١٥٠٤)، وأبو عوانة (٨/٤١٨/٣٤٤٠) و (١٢/٣٤ - ٣٥/ ٥٢٠٩ - ٥٢١١)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (٣/ ١٣٩/ ٢٤٠١)، والنسائي في المجتبى (٦/ ١٦٢/ ٣٤٤٨)، وفي الكبرى (٥/ ٢٧١/ ٥٦١٢)، والدارمي (٢٤٧١ و ٢٤٧٢ - ط البشائر)، وابن خزيمة (٤/ ١٠١/ ٢٤٤٩)، وابن حبان (١٠/ ٩٠/ ٤٢٦٩)، وأحمد (٦/٤٥)، وإسحاق بن راهويه في مسنده (١/ ٥٤٣/ ٩٦٦)، وابن المنذر في الأوسط (٨/ ٤٣٧/ ٧٣١٢)، والطحاوي في شرح المعاني (٣/ ٨٢)، وفي المشكل (١١/ ١٨٨ و ١٨٩)، وأبو بكر الشافعي في فوائده الغيلانيات (٧٧٩ - ٧٨٣)، وأبو طاهر المخلص في السادس من فوائده بانتقاء ابن أبي الفوارس (١٧٠) و (١٧١)(١١٨٩ و ١١٩٠ - المخلصيات)، وابن عساكر في المعجم (٢٠٥)، وغيرهم. [التحفة (١١/ ٦٨٧/ ١٧٥٢٨)، الإتحاف (١٧/ ٤٧٥/ ٢٢٦٤٤) و (١٧/ ٤٧٨/ ٢٢٦٤٦)، المسند المصنف (٣٨/ ٣١٥/ ١٨٣٣٨)]
وانظر للفائدة: مسائل أحمد لابن هانئ (٢١٣٨).
هـ - ورواه شعبة، وزائدة بن قدامة:
عن سماك بن حرب، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة؛ أنها اشترت بريرة من أناس من الأنصار واشترطوا الولاء، فقال رسول الله ﷺ:«الولاء لمن ولي النعمة».
وخيرها رسول الله ﷺ، وكان زوجها عبدا.
وأهدت لعائشة لحما، فقال رسول الله ﷺ:«لو صنعتم لنا من هذا اللحم؟»، قالت عائشة: تصدق به على بريرة، فقال، «هو لها صدقة، ولنا هدية».
قال شعبة [عند أبي عوانة]: فقلت لسماك: إني أتقي أن أسأله عن الإسناد، فاسأله أنت، وكان في خلقه؛ فقال له سماك بعدما حدث: أحدثك أبوك عن عائشة؟ فقال له عبد الرحمن: نعم. قال شعبة: قال لي سماك: يا شعبة قد استوثقته لك.