بخبز وأدم من أدم البيت، فقال، «ألم أر لحماً؟»، قالوا: بلى يا رسول الله، ولكنه لحم تُصدّق به على بريرة، فأهدته لنا، فقال، «هو صدقة عليها، وهدية لنا». لفظ قتيبة [عند البخاري].
زاد علي بن حجر بعد طرف العتق: ثم قام قبل الظهر أو بعدها، فقال، «ما بال رجال يشترطون شروطاً ليست في كتاب الله؟ من اشترط شرطاً ليس في كتاب الله فهو باطل، والولاء لمن أعتق». وسائره مثله، ولم يخرج البخاري هذه الزيادة.
أخرجه البخاري (٥٤٣٠)، وعلي بن حجر السعدي في حديثه عن إسماعيل بن جعفر (٣٤٤)، والطحاوي في المشكل (١١/٢٢٧/٤٤٠٥)، وأبو بكر الشافعي في فوائده الغيلانيات (٧٧٥). [التحفة (١١/٦٥٧/١٧٤٤٩)، المسند المصنف (٣٨/ ٣١٥/ ١٨٣٣٨)]
قلت: هذا الحديث ظاهر سياقه أنه مرسل، لكنه متصل حكماً؛ إنما قصر به إسماعيل أو ربيعة، فإن القاسم بن محمد إنما حمل هذا الحديث عن عمته عائشة، لا عن بريرة، وقد وصله: مالك، ومحمد بن جعفر أخو إسماعيل، وسليمان بن بلال، كلهم: رووه عن ربيعة، عن القاسم، عن عائشة.
وكذلك رواه شعبة، وهشام بن عروة، وسماك بن حرب، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة.
ورواه أسامة بن زيد، قال، حدثنا القاسم بن محمد، قال، سمعت عائشة أم المؤمنين.
قلت: هكذا قد ثبت عندنا بيقين لا شك فيه: أن القاسم بن محمد إنما سمع هذا الحديث من عمته عائشة، وكان كثير الدخول عليها، وأنه ليس بمرسل، فلا يضر بعد ذلك تقصير من قصر به، ولذلك فقد احتج البخاري بحديث إسماعيل بن جعفر هذا في باب الأدم من كتاب الأطعمة، ولم يخرج في الباب غيره، كأنه يقوم، هو حديث متصل، وإن كان ظاهره الإرسال، وقد أخرجه البخاري متصلاً في مواضع أخر من حديث: مالك عن ربيعة، ومن حديث شعبة عن عبد الرحمن، كلاهما عن القاسم عن عائشة [وانظر: الفتح لابن حجر (١٢/ ٣٤٦)]، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
• وانظر في الأوهام: ما أخرجه الطبراني في الصغير (٤٨١)، والدارقطني في الرابع من الأفراد (١٢)(٢/ ٤٨٠/ ٦٣٥٣ - أطرافه). [تفرد به: إسماعيل بن عياش عن يحيى بن سعيد الأنصاري المدني، عن ربيعة، عن القاسم، عن عائشة، وآفته رواية ابن عياش عن الحجازيين، فإنها ضعيفة، وهذه منها، وفي تفرد ابن عياش عن يحيى بن سعيد نكارة ظاهرة، فإن له عنه أحاديث منكرة] [قال الطبراني: «لم يروه عن يحيى بن سعيد إلا إسماعيل بن عياش تفرد به خطاب بن عثمان، وربيعة مشهور، وخطاب مشهور». وقال الدارقطني: «هذا حديث غريب من حديث يحيى بن سعيد الأنصاري، عن ربيعة بن