للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

لكأني به في طرق المدينة ونواحيها، وإن دموعه لتسيل على لحيته؛ يترضاها؛ لتختاره، فلم تفعل. لفظ عبدة [عند الترمذي].

وفي رواية الخفاف يتبعها ويترضاها، وإن دموع عينيه لتتحادر على لحيته، وهي تقول: لا حاجة لي فيك. وتابعه: عمرو بن حمران.

أخرجه الترمذي (١١٥٦)، وابن سعد في الطبقات (٨/ ٢٦٠)، وابن أبي شيبة (٤/ ١٧٥٨٧) (١٠/٣٨/١٨٥١٣ - ط الشثري)، والدارقطني (٤/ ٤٤٨/ ٣٧٧٢) و (٤/ ٤٤٩/ ٣٧٧٤)، وأبو نعيم الحداد في جامع الصحيحين (٣/ ٩٦/ ١٩٨٨). [التحفة (٤/ ٥٤٢/ ٥٩٩٨)، الإتحاف (٧/ ٥٣٧/ ٨٤٠٥)، المسند المصنف (١٢/ ٣٩٤/ ٦٠١٠)].

قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح».

قلت: وهو حديث صحيح؛ كما قال الترمذي.

• ورواه أيضاً عبد الوهاب بن عطاء الخفاف [صدوق، كان عالماً بسعيد بن أبي عروبة إلا أنه سمع منه قبل الاختلاط وبعده، فلم يميز بين هذا وهذا]، عن سعيد بن أبي عروبة، عن عطاء الخراساني، وعن قتادة؛ أن نبي الله قضى في بريرة أربع قضيات: أولهن: أن عائشة أرادت أن تشتريها للعتق فأبى مواليها إلا أن يشترطوا ولاءها، فبلغ ذلك النبي ، فقال، «ما بال أقوام يشترطون الولاء، إنما الولاء لمن أعتق». وخيرها فاختارت نفسها. وتعتد عدة الحرة. ثم دخل النبي على عائشة فوجد عندها لحماً، فقال، «من أين هذا؟»، فقالت: بعثت به إلينا بريرة من شاة تصدق بها عليها، فقال النبي : «هو لها صدقة، وهو لنا منها هدية».

أخرجه ابن سعد في الطبقات (٨/ ٢٥٩).

قلت: الأشبه أن هذا الحديث مما حدث به سعيد بعد الاختلاط، فقد رواه عنه اثنان ممن سمع منه قبل الاختلاط، فلم يورداه بهذا السياق، فهو حديث غلط، والله أعلم.

• فإن قيل: رواية قتادة عن عكرمة مدلسة، حيث قال الذهبي في السير (٥/٢٦): «وقال قتادة: ما حفظت عن عكرمة إلا بيت شعر، رواه عنه أيوب.

فعلى هذا روايته عنه تدليس. وفي صحيح البخاري: لقتادة عن عكرمة؛ أربعة أحاديث: في تكبيرات الصلاة، والخنصر والإبهام سواء، والمتشبهين بالنساء، وفي زوج بريرة، وفي السنن أحاديث».

قلت: مثل هذه الحكايات تحتمل التأويل، ولا يدفع بمثلها السماع، وقد ورد سماع قتادة من عكرمة في الأسانيد، وذلك فضلاً عن كون الحديث من رواية شعبة، وهو لا يروي عن قتادة إلا مسموع حديثه، وإخراج البخاري أحاديث بهذه الترجمة يدل على ثبوت السماع عنده من وجه آخر، والله أعلم.

والحاصل: فإن شعبة، وسعيد بن أبي عروبة، وهما أثبت من روى هذا الحديث عن قتادة، وهما من طبقة الأثبات في قتادة، وتابعهما: حماد بن سلمة؛ لم يذكروه بهذا السياق

<<  <  ج: ص:  >  >>