وعليه: فالمحفوظ في إسناد هذا الحديث ومتنه: حديث أبي الزعراء، عن عمه أبي الأحوص، عن أبيه مالك بن نضلة مرفوعاً.
وعليه: فهذا الحديث ليس من حديث ابن مسعود، حيث سلك فيه الهجري الجادة والطريق السهل، وإنما هو من حديث مالك بن نضلة، كما رواه أهل بيت أبي الأحوص؛ لكن يستفاد من حديث الهجري ثبوت أصل المتابعة على الحديث، وأنه يُعرف من وجه آخر غير طريق عبيدة بن حميد عن أبي الزعراء، وبهذا يزول عنه أصل التفرد بالحديث؛ لكن رواية الهجري ترجع إلى حديث مالك بن نضلة، وبهذا يظهر مصداق كلام ابن عدي، حيث يقول:«وأحاديثه عامتها مستقيمة المتن»، وهو الحاصل هنا، فحديثه مستقيم المتن، سوى ما انفرد به عن أبي الزعراء، لا سيما زيادة قيد يوم القيامة في عبارة:«ويد السائل السفلى إلى يوم القيامة»، كما أنه قد وهم في إسناده حين لزم الطريق المشهور، فقال: عن أبي الأحوص عن ابن مسعود، إنما هو عن مالك بن نضلة، وهذا مصداق قول ابن عدي:«وإنما أنكروا عليه كثرة روايته عن أبي الأحوص عن عبد الله، وهو عندي ممن يكتب حديثه»، والله أعلم.
٢ - حديث أنس بن مالك:
رواه عمران بن بكار [حمصي، ثقة]: حدثنا جنادة بن مروان: حدثنا الحارث بن النعمان، قال: سمعت أنس بن مالك، يحدث عن النبي ﷺ؛ أن رجلاً سأله أن يعطيه شيئاً، فقال:«لا أقدر على شيء أعطيكه»، قال: فأتاه رجل فوضع في يده شيئاً، فقال محمد رسول الله ﷺ:«وعزة ربي، إنها لثلاث أيد بعضها فوق بعض: المعطي يضعها في يد الله، ويد الله العليا، ويد الآخذ أسفل ذلك، قال ربي: بعزتي، عبدي، لأنفسنك بما رحمت عبدي، وبعزتي، عبدي، لأجزينك بما رحمت عبدي، وبعزتي، عبدي، لأخلفنَّ بها عليك رحمة من عندي».
أخرجه ابن جرير الطبري في تهذيب الآثار (٨٣ - مسند عمر).
* تابعه: سعيد بن عمارة، قال: حدثني الحارث بن النعمان الليثي، عن أنس بن مالك، بنحوه مرفوعاً.
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (٢١/ ٢٤٤).
وهذا حديث منكر؛ الحارث بن النعمان الليثي: منكر الحديث [التهذيب (١/ ٣٣٨)]، وجنادة بن مروان الحمصي: قال أبو حاتم: «ليس بقوي، أخشى أن يكون كذب في حديث عبد الله بن بسر … »، وأوَّلَ ابن حجر الكذب هنا بالخطأ، بينما رآه الذهبي اتهاماً [الجرح والتعديل (٢/ ٥١٦)، تاريخ الإسلام (٥/ ٢٨٩)، اللسان (٢/ ٤٩٥)]، وسعيد بن عمارة بن صفوان الكلاعي الحمصي: ضعيف [الميزان (٢/ ١٥٣)، إكمال مغلطاي (٥/ ٣٣٤)، التهذيب (٢/٣٥)].