قال الحاكم بأنه حديث محفوظ مشهور عن عبد الله بن مسعود.
وقال ابن عدي:«وإبراهيم الهجري هذا: حدث عنه شعبة والثوري وغيرهما، وأحاديثه عامتها مستقيمة المتن، وإنما أنكروا عليه كثرة روايته عن أبي الأحوص عن عبد الله، وهو عندي ممن يكتب حديثه».
قال البيهقي:«تابعه إبراهيم بن طهمان عن الهجري مرفوعاً، ورواه جعفر بن عون عن إبراهيم الهجري موقوفاً».
• خالفهم، فأوقف شطره الثاني: جعفر بن عون [صدوق]: أنا إبراهيم الهجري، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، قال: من أعطاه الله خيراً فلير عليه، وابدأ بمن تعول، وارتضخ من الفضل، ولا تلام على الكفاف، ولا تعجز عن نفسك.
أخرجه ابن زنجويه في الأموال (٢٣٤٩).
قلت: إبراهيم بن مسلم أبو إسحاق الهجري: ضعيف، كان يرفع الموقوفات، وقد ضعفوه، لكن اقتصر أبو حاتم على تليينه؛ مع تشدده، فقال:«ليس بقوي، لين الحديث»، وقال ابن عدي:«وأحاديثه عامتها مستقيمة المتن، وإنما أنكروا عليه كثرة روايته عن أبي الأحوص عن عبد الله، وهو عندي ممن يكتب حديثه». ومشاه بعضهم، مثل: يعقوب بن سفيان، والساجي، وأبي الفتح الأزدي، وهو يتابع الثقات أحياناً في بعض ما يرويه عن أبي الأحوص عن ابن مسعود. [انظر: فضل الرحيم الودود (٦/ ٢٧٤/ ٥٥٠) و (٦/ ٤٣١/ ٥٧٠) و (١٨/ ٢٢٩/ ١٤٧٨)] [الجرح والتعديل (٢/ ١٣٢)، سؤالات الآجري (٤٩)، المعرفة والتاريخ (٣/ ١٠٨)، الكامل (١/ ٣٤٦)، تاريخ الإسلام (٣/ ٨١١ - ط الغرب)، الميزان (١/ ٦٥)، إكمال مغلطاي (١/ ٢٩٢)، التهذيب (١/ ٨٦)].
قلت: قد اختلف في هذا الحديث على أبي الأحوص:
أ - فرواه عبيدة بن حميد التيمي [صدوق]: حدَّثني أبو الزعراء [ثقة]، عن أبي الأحوص، عن أبيه مالك بن نضلة قال: قال رسول الله ﷺ: «الأيدي ثلاثة: فَيَدُ الله العليا، ويد المعطي التي تليها، ويد السائل السفلى، فأعط الفضل، ولا تعجز عن نفسك».
ب - خالفه: إبراهيم بن مسلم الهجري [ضعيف]، فرواه عن أبي الأحوص، عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله ﷺ: «الأيدي ثلاثة أيدي: فيد الله العليا، ويد المعطي التي تليها، ويد السائل أسفل إلى يوم القيامة، فاستعفوا من السؤال ما استطعتم، ومن أعطاه الله خيراً فلير عليه، وابدأ بمن تعول، وارتضخ من الفضل، ولا تلام على كفاف، ولا تعجز عن نفسك». وقد أوقف آخره مرة.
قلت: أهل بيت الرجل أعلم بحديثه من الغرباء، وعليه: فإن رواية أبي الزعراء، وهو ابن أخي أبي الأحوص، وهو ثقة أولى من رواية إبراهيم بن مسلم الهجري، وهو ضعيف.