كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود

٣ - كتاب الزكاة - ٢٨ - باب في الاستعفاف - ج: 21 - ص: 340

٣ - حديث عدي الجذامي:

رواه سعيد بن منصور [ثقة ثبت]، قال: حدثنا حفص بن ميسرة الصنعاني، قال: حدثني عبد الرحمن بن حرملة، عن عدي الجذامي؛ أنه أتى النبي ﷺ في بعض أسفاره، قال: فقلت: يا رسول الله، كانت لي امرأتان اقتتلتا، فرميتُ إحداهما، فرمي في جنازتها فماتت وفي رواية: فرميتُ إحداهما فقتلتها، فقال رسول الله ﷺ: «اعقلها ولا ترثها»، قال: فكأني أنظر إلى رسول الله ﷺ على ناقة حمراء جدعاء، وهو يقول: «يا أيها الناس، تعلموا، فإنما الأيدي ثلاثة: فيد الله العليا، ويد المعطي الوسطي، ويد المعطى السفلى، فتغنوا ولو بحزم الحطب [وفي رواية: فتعففوا بحزم الحطب]، اللَّهُمَّ هل بلغت، اللَّهُمَّ هل بلغت».

أخرجه سعيد بن منصور (٤/ ٣٩٧ - الإصابة)، وعنه ابن سعد في الطبقات (٣٢٧ - متمم الصحابة) (٦/ ٢٥٣ - ط الخانجي)، وأبو زرعة الدمشقي في الفوائد المعللة (٨)، والطبراني في الكبير (١٧/ ٢٦٩/ ١١٠)، والخطابي في غريب الحديث (١/ ٢٣٣).

قال الخطابي: قوله: «رمي في جنازتها؛ يريد أن الرمية أصابتها فماتت، وهي كلمة للعرب تقولها إذا أخبرت عن موت الرجل».

قلت: لم يضبط إسناده حفص بن ميسرة، أبو عمر العقيلي، وهو: لا بأس به، في حديثه بعض الوهم، وهو صنعاني سكن عسقلان والأشبه عندي أنه لما حدث به سعيد بن منصور أسقط الواسطة المبهمة بين ابن حرملة، وبين عدي الجذامي؛ فلما حدث به ابن وهب أثبتها.

فقد رواه عبد الله بن وهب [ثقة حافظ]: أخبرني حفص بن ميسرة؛ أن عبد الرحمن بن حرملة الأسلمي حدثه، قال: حدثني غير واحد؛ أن عدياً الجذامي كانت له امرأتان اقتتلتا، فرمى إحداهما فماتت منها، فلما قدم رسول الله ﷺ أتاه، فذكر ذلك له، فقال له: «اعقلها، ولا ترثها».

أخرجه البيهقي (٦/ ٢١٩)، بإسناد صحيح إلى ابن وهب، وذكر ابن عبد البر في التمهيد (٢٣/ ٤٣٩) أنه في موطأ ابن وهب.

وكذلك رواه بإثبات الواسطة المبهمة:

وهيب بن خالد [ثقة ثبت]، وأبو معشر [يوسف بن يزيد البراء: ليس به بأس]، ويحيى بن أيوب [الغافقي المصري: ليس به بأس]، ومحمد بن يحيى [محمد بن يحيى بن قيس المأربي: قال ابن عدي: «منكر الحديث، أحاديثه مظلمة منكرة»، ووثقه الدارقطني، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن حزم: «مجهول». الكامل (٧/ ٤٧١)، التهذيب (٣/ ٧٣٢)]

حدثنا عبد الرحمن بن حرملة، قال: حدثني رجل من جذام، عن رجل منهم يقال له: عدي، كان بينه وبين امرأتين [له] جوار، فرمى إحداهما بحجر فقتلها وفي رواية أبي