يعطيني حتى إنه لأحب الناس إليَّ، وأعطى حكيم بن حزام يومئذ، وحكيم يسأله، مئة من البعير، ثم مئة، ثم مئة، ثم قال رسول الله ﷺ لحكيم بن حزام:«إن هذا المال خضرة حلوة، فمن أخذه بسخاوة نفسه بورك فيه، ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه، وكان كالذي يأكل ولا يشبع، واليد العليا خير من اليد السفلى». قال حكيم: يا رسول الله، والذي بعثك بالحق لا أرزأ أحداً بعدك، وكان حكيم لا يأخذ من أحد من الخلفاء مالاً، وإن ابتدأه، ولا يأخذ الديوان مع المسلمين، فقال عمر: يا معشر المسلمين، إني أشهدكم على حكيم بن حزام، إني أدعوه إلى قسم الله الذي قسم له، فأبى أن يأخذه، وإني بريء إلى الله ل من الذي لحكيم، فقال حكيم: فوالله لا أرزأ أحداً بعد رسول الله ﷺ حتى ألقاه. وأعطى رسول الله ﷺ يومئذ رجالاً من قريش مئة من الإبل، وأعطى الأقرع بن حابس التميمي مئة من الإبل، وأعطى عيينة بن حصن مئة من الإبل، ثم قفل رسول الله ﷺ إلى المدينة، حتى إذا قدمها أمر أبا بكر على الحج.
وهذا الحديث قد رواه يونس بن يزيد الأيلي، وسفيان بن عيينة، وعمرو بن
الحارث، وشعيب بن أبي حمزة، والأوزاعي، وعبد الرحمن بن خالد بن مسافر، وفليح بن
سلمان:
عن الزهري، عن عروة بن الزبير، وسعيد بن المسيب؛ أن حكيم بن حزام ﵁، في منه قال [وفي رواية ابن عيينة: أنهما سمعا حكيم بن حزام يقول]: سألت رسول الله ﷺ، فأعطاني، ثم سألته فأعطاني، ثم سألته فأعطاني، ثم قال:«يا حكيم، إن هذا المال خَضِرةٌ حلوة، فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه، ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه، وكان كالذي يأكل ولا يشبع، اليد العليا خير من اليد السفلى».
قال حكيم: فقلت: يا رسول الله، والذي بعثك بالحق لا أرزأ أحداً بعدك شيئاً حتى أفارق الدنيا، فكان أبو بكر ﵁ يدعو حكيماً إلى العطاء، فيأبى أن يقبله منه، ثم إن عمر ت دعاه ليعطيه فأبى أن يقبل منه شيئاً، فقال عمر: إني أشهدكم يا معشر المسلمين على حكيم، أني أعرض عليه حقه من هذا الفيء فيأبى أن يأخذه، فلم يرزأ حكيم أحداً من الناس بعد رسول الله ﷺ حتى توفي.
أخرجه البخاري (١٤٧٢ و ٢٧٥٠ و ٣١٤٣ و ٦٤٤١)، ومسلم (١٠٣٥)، وتقدم تخريجه تحت الحديث السابق.
١٥ - وروي عن رافع بن خديج، قال: قال رسول الله ﷺ: «يد المعطي العليا، ويد الآخذ السفلى إلى يوم القيامة» [أخرجه الطبراني في الكبير (٤/ ٢٧٥/ ٤٤٠٣)] [وهو حديث باطل، تفرد به عن سعيد بن مسروق حماد بن شعيب الحماني الكوفي: ضعفوه، وقال البخاري:«فيه نظر». اللسان (٣/ ٢٧٠)، والراوي عنه: جبارة بن المغلس، وهو: واه، يروي أحاديث كذب، لا يتعمدها. التهذيب (١/ ٢٨٨)].
- ١٦ - وروي من حديث زيد بن خالد [أخرجه القاسم بن موسى الأشيب في جزئه