بغداد (٣/ ٧٠٨)، تاريخ الإسلام (٦/ ٦٢١) و (٧/ ٨٠٨) و (٨/ ١٧١)، اللسان (٧/ ٤٣٠ و ٤٣٢)]، فإن كان هو: أبو بكر الطرسوسي، وهو من نفس الطبقة، وينسب تميمياً؛ فإن عامة ما يرويه لا يتابع عليه، وهو في عداد من يسرق الحديث [الثقات (٩/ ١٥١)، الكامل لابن عدي (٧/ ٥٤٠)، تاريخ الإسلام (٦/ ٦٢١)، اللسان (٧/ ٤٣٠)]، فإن كان كذلك؛ فهو حديث باطل.
وإن لم يكن هو؛ فإن تفرد مثله عن ابن بكير: لا يحتمل، ولا يُعرف هذا الحديث إلا من هذا الوجه؛ فهو حديث غريب جداً.
وأما الإسناد من لدن ابن بكير فمن فوقه: رجاله ثقات، والأصل الاحتجاج بهذا الإسناد؛ إلا أن يكون في المتن أو الإسناد ما يدل على وقوع وهم فيه، فعندئذ نحمل الوهم على وقوع تدليس في إسناده، قال البرذعي:«قال لي أبو زرعة: خالد بن يزيد المصري، وسعيد بن أبي هلال: صدوقان، وربما وقع في قلبي من حسن حديثهما، قال أبو حاتم: أخاف أن يكون بعضها مراسيل، عن ابن أبي فروة وابن سمعان»، قال ابن رجب:«يعني: مدلسة عنهما» [سؤالات البرذعي (٣٦١)، شرح علل الترمذي (٢/ ٨٦٧)، الفتح لابن رجب (٤/ ٣٦٧)، الميزان (٢/ ١٦٢)، التهذيب (٢/٤٨)، وانظر بعض أوهامه: علل الدارقطني (١٠/ ١٨١٩) و (٣٥/ ٢٣٧٩)] [وقد تقدم الكلام عن هذا الإسناد بتفصيل في مواضع، انظر منها مثلاً: فضل الرحيم الودود (٨/ ٥٢٦/ ٧٨٨) و (٩/ ٩٥/ ٨١٦) و (١٢/ ٣٠٦/ ١١٦٨) و (١٥/ ٢٠٧/ ١٣٢٧)].
ثم إن سعيد بن أبي هلال مقل من الرواية عن عائشة بنت سعد؛ ويروي عنها بواسطة رجل يقال له: خزيمة، وهو مجهول. [انظر: فضل الرحيم الودود (١٨/ ٣٣٣/ ١٥٠٠)]، وهذا يؤكد كلام أبي زرعة وأبي حاتم؛ إن كان الحديث ثابتاً عن سعيد بن أبي هلال، والله أعلم.
* والحاصل: فإن هذا الحديث لا يثبت من حديث عائشة بنت سعد، عن أبيها سعد بن أبي وقاص، والله أعلم.
١٤ - حديث صفوان بن أمية:
رواه يونس بن عبد الأعلى: أنبأنا ابن وهب: أخبرني يونس قال: قال ابن شهاب: حدثني سعيد بن المسيب؛ أن صفوان قال: قال رسول الله ﷺ: «اليد العليا خير من اليد السفلى».
أخرجه ابن جرير الطبري في تهذيب الآثار (٨٤ - مسند عمر).
قلت: هو وهم وقع بسبب اختصار الحديث، وإنما هو حديث حكيم بن حزام. فقد رواه أبو عوانة (١٨/ ١٦٦/ ١٠٢٢٢)، قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى: أخبرنا ابن وهب: أخبرني يونس قال: قال ابن شهاب: حدثني سعيد بن المسيب؛ أن صفوان بن أمية، قال: والله لقد أعطاني رسول الله ﷺ ما أعطاني، وإنه لأبغض الناس إليَّ، فما برح