للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

أخرجه أحمد (٢/ ٢٨٨). [الإتحاف (١٥/ ٥٠١/ ١٩٧٧٣)، المسند المصنف (٣١/ ٣٨٧/ ١٤٤٢٢)]

قلت: هو حديث حسن غريب لتفرد زيد بن الحباب به، والحسين بن واقد مروزي، ليس به بأس، له أوهام ومناكير عن عبد الله بن بريدة وأبي إسحاق السبيعي وعمرو بن دينار، فإذا توبع في الجملة قبل حديثه، وقد وثقه جماعة، وقد أنكر عليه أحمد ما رواه عن عبد الله بن بريدة خصوصاً، فدل ذلك على أنه مقبول الرواية حسن الحديث إذا لم يخالف غيره من الثقات؛ إلا عن عبد الله بن بريدة، فإنه لا يقبل حديثه عنه حتى يتابع عليه في الجملة [راجع ترجمته في الأحاديث المتقدمة برقم (٨٩٦ و ١١٠٩ و ١٣٠٤)

وهذا الحديث قد توبع على أصله، ولم ينفرد به، والله أعلم.

هـ - ورواه عبد الله بن العلاء بن زبر [دمشقي، ثقة]، قال: سمعت القاسم [أبا عبد الرحمن مولى يزيد]، يقول: حدثني أبو هريرة، أنه سمع النبي يقول: «إن الله ﷿ يقول: يا ابن آدم، إن تعط الفضل فهو خير لك، وإن تمسكه فهو شر لك، وابدأ بمن تعول، ولا يلوم الله على الكفاف، واليد العليا خير من اليد السفلى».

أخرجه أحمد (٢/ ٣٦٢/ ٨٧٤٣)، والطبراني في الأوسط (٦١)، وفي مسند الشاميين (٧٧٧)، وتمام في الفوائد (٢٢٠)، وعبد الخالق بن أسد الحنفي في المعجم (١٠٢). [الإتحاف (١٥/ ٤٥٠/ ١٩٦٧٥)، المسند المصنف (٣١/٣٨٤/١٤٤١٦)].

قال الطبراني: «لم يروه عن القاسم إلا عبد الله بن العلاء». قال المزي في التهذيب (٢٣/ ٣٨٤) في ترجمة القاسم بن عبد الرحمن الشامي، بعد ذكر من روى عنه، وعد فيهم أبا هريرة، قال: «وقيل: لم يسمع من أحد من الصحابة سوى أبي أمامة».

قلت: قد صرح في هذه الرواية بالسماع من أبي هريرة، لكن القاسم بن عبد الرحمن الشامي: وثقه جماعة، منهم: ابن معين، وابن المديني، والبخاري، ويعقوب بن شيبة، ويعقوب بن سفيان، والترمذي وأبو إسحاق الحربي، وقد أشار البخاري وأبو حاتم إلى أن وقوع المناكير في حديثه؛ إنما هو من قبل رواية الضعفاء عنه، لكن في رواية عن أحمد قال: «ولكن يقولون: هذه من قبل القاسم، في حديث القاسم: مناكير مما يرويها الثقات، يقولون: من قبل القاسم»، وفي رواية أخرى: «منكر الحديث؛ ما أرى البلاء إلا من قبل القاسم»، وقال ابن حبان: «كان ممن يروي عن أصحاب رسول الله المعضلات، ويأتي عن الثقات بالأشياء المقلوبات، حتى يسبق إلى القلب أنه كان المتعمد لها»، وقول أحمد وابن حبان يدل على أنهما وقفا له على أحاديث مناكير يرويها عنه الثقات، ومن ثم فالحمل فيها عليه أولى، لا سيما مع عدم المتابع [راجع: تفصيل القول في ترجمة القاسم بن عبد الرحمن أبي عبد الرحمن الشامي، في فضل الرحيم الودود (٦/ ٣٤٤/ ٥٥٨)].

قلت: والأشبه عندي أن هذا الحديث ليس بمحفوظ من حديث أبي هريرة، فإنه لا

<<  <  ج: ص:  >  >>