كذا قال ابن جرير؛ يعني: مثل رواية ابن بزيع عن فضيل بن سليمان؛ فلا ندري؛ أقال فيه: المنفقة؛ كالجماعة، أم قال: المتعففة.
ثم إن الإسناد ضعيف؛ صدقة، هو ابن عبد الله السمين، وهو: ضعيف، له أحاديث مناكير لا يتابع عليها [التهذيب (٢/ ٢٠٦)].
• ورواه إبراهيم بن طهمان [وعنه]: عبد الله بن الوليد العدني، وهو: صدوق، وليس بلدياً لإبراهيم، ولا بالمكثر عنه: حدثني موسى بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال النبي ﷺ: «اليد العليا خير من اليد السفلى، واليد العليا المتعففة، واليد السفلى: السائلة».
أخرجه البيهقي (٤/ ١٩٨).
• ورواه حفص بن عبد الله، قال: حدثني إبراهيم بن طهمان، عن موسى بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله ﷺ: «اليد العليا خير من اليد السفلى»، قال:«واليد العليا: المنفقة، واليد السفلى: السائلة».
أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (٤/ ٦٨٧ - ط الغرب).
وفي إسناده: قطن بن إبراهيم بن عيسى القشيري النيسابوري: قال محمد بن يحيى الذهلي النيسابوري: «صدوق، مسلم، اكتبوا عنه»، وقال الخليلي:«ثقة»، وقال أبو حاتم:«شيخ»، وروى عنه: أبو زرعة، وأبو حاتم الرازيان.
وذكره ابن حبان في الثقات، وقال:«يخطئ أحياناً، يعتبر حديثه إذا حدث من كتابه»، وقال النسائي:«فيه نظر»، قال ابن ماكولا:«حدث عنه النسائي، ثم تركه»، وكان يتتبع الغرائب، فيحدث بها حتى لو لم تكن من حديثه، فقد أخذ حديثاً غريباً لحفص بن عبد الله عن ابن طهمان ليس من مسموعاته، وهو حديث: أيوب عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً: «أيما إهاب دبغ فقد طهر»، فحدث به على أنه سمعه من حفص، ولم يسمعه منه، لذا تركه مسلم بن الحجاج بعدما كتب عنه، وقد سئل عنه بعد فقال:«لا يُكتب حديثه»، وقال أبو سعد السمعاني في الأنساب: روى عنه أبو زرعة وأبو حاتم الرازيان، وتكلموا فيه، قيل: حدث بما لم يسمع [الجرح والتعديل (٧/ ١٣٨)، مشيخة النسائي (١٦١)، الثقات (٩/٢٢)، الإرشاد (٢/ ٨١٦)، تارخ بغداد (١٤/ ٤٩٧ - ط الغرب)، الإكمال لابن ماكولا (٧/ ٩٦)، الأنساب (٤/ ٥٠٣)، المنتظم (١٢/ ١٦٨)، تاريخ الإسلام (٦/ ٣٧٨ - ط الغرب) و (٦/ ٤٣٤ - ط الغرب)، الميزان (٣/ ٣٩٠)، التهذيب (٣/ ٤٤١)].
قلت: قطن بن إبراهيم: سمع حفص بن عبد الله النيسابوري، وأكثر عنه، وقد احتمله جمع من الأئمة فحدثوا عنه ووثقوه، وإنما حدث بحديث: أيما إهاب؛ وحده بغير سماع، ولعله تأول في ذلك، دون أن يتعمد الكذب، وروايته عن حفص أخرجها النسائي في سننه، والأشبه عندي أن هذه الرواية: رواية محفوظة، وإنما ترد روايته بالقرائن، والله أعلم.
وحفص بن عبد الله بن راشد النيسابوري: كاتب إبراهيم بن طهمان، وراوي حديثه