نعامة [السعدي: ثقة]، عن الأحنف بن قيس، قال: قدمت المدينة وأنا أريد العطاء من عثمان بن عفان، فجلست إلى حلقة من حلق قريش، فجاء رجل عليه أسمال له، قد لف ثوبا على رأسه، قال: بشر الكنازين بكي في الجباه، وبكي في الظهور، وبكي في الجنوب، ثم تنحى إلى سارية، فصلى خلفها ركعتين، فقلت: من هذا؟ فقيل: هذا أبو ذر، فقلت له: ما شيء سمعتك تنادي به؟ قال: ما قلت لهم إلا شيئا سمعوه من نبيهم ﷺ. فقلت له: يرحمك الله، إني كنت آخذ العطاء من عمر، فما ترى؟ قال: خذه، فإن فيه اليوم معونة، ويوشك أن يكون دينا، فإذا كان دينا فارفضه.
أخرجه أحمد (٥/ ١٦٩). [الإتحاف (١٤/ ١٠٤/ ١٧٤٧١)، المسند المصنف (٢٧) ٣٠٠/ ١٢٣٠٢]
وهو حديث صحيح؛ دون قوله: إلا شيئا سمعوه من نبيهم ﷺ، موقوفا على أبي ذر.
• ورواه أبو كامل [المظفر بن مدرك: ثقة متقن]: حدثنا حماد: حدثنا أبو نعامة السعدي، … ، فذكره بإسناده ومعناه، ولم يذكر: إلا شيئا سمعوه من نبيهم ﷺ.
أخرجه أحمد (٥/ ١٦٩). [المسند المصنف (٢٧/ ٣٠٠/ ١٢٣٠٢)].
• ورواه يعقوب بن إسحاق الحضرمي [صدوق]، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن أبي نعامة السعدي، عن الأحنف بن قيس، قال: قال لي أبو ذر: خذ العطاء ما كان متعة، فإذا كان دينا فارفضه.
أخرجه ابن سعد في الطبقات (٤/ ٢٣٠).
وهو حديث صحيح، موقوفا على أبي ذر.
قال أحمد: «ولا أرى عفان إلا وهم، وذهب إلى حديث أبي الأشهب، لأن عفان زاده، ولم يكن عندنا».
قلت: لعل أحمد أراد قوله في آخره: إلا شيئا سمعوه من نبيهم ﷺ؛ فإنه لم يأت به
أبو كامل في حديثه عن حماد، وإنما هذه الزيادة من حديث أبي الأشهب، والله أعلم.
• ورواه محمد بن بشر، وعبد الرحمن بن مهدي، وعبد الله بن المبارك، وعبد الرزاق بن همام [وهم ثقات، فيهم جماعة من أثبت أصحاب الثوري]:
حدثنا سفيان [هو: الثوري]، عن المغيرة بن النعمان [النخعي الكوفي: ثقة، من السادسة، روى له الشيخان]: حدثنا عبد الله بن يزيد بن الأقنع الباهلي: حدثنا الأحنف بن قيس، قال: كنت جالسا في مجلس في المدينة، فأقبل رجل لا ترى حلقة إلا فروا منه، حتى انتهى إلى الحلقة التي كنت فيها، فثبت وفروا، فقلت: من أنت؟، قال: أبو ذر صاحب رسول الله ﷺ، قال: فقلت: ما يفر الناس منك؟، قال: إني أنهاهم عن الكنوز بالذي كان ينهاهم رسول الله ﷺ، قال: قلت: إن أعطياتنا قد بلغت وارتفعت، فتخاف علينا منها؟، قال: أما اليوم فلا، ولكنها يوشك أن تكون أثمان دينكم، [فإذا كانت أثمان دينكم]، فدعوهم وإياها.