كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود

٣ - كتاب الزكاة - ٢٨ - باب في الاستعفاف - ج: 21 - ص: 297

أخرج البخاري حديث حكيم بن حزام في باب الاستعفاف عن المسألة؛ بينما لم يخرج حديث أبي سعيد في نفس الباب، والله أعلم.

وأخيراً: فمن الضوابط أيضاً في أخذ المال إذا جاء من غير إشراف نفس ولا مسألة؛ ألا يكون ثمناً لدين المرء؛ كما في قول أبي ذر:

فقد روى شيبان بن فروخ، وعفان بن مسلم، وسعيد بن سليمان، وحبان بن هلال، وقيس بن حفص [وهم ثقات]:

ثنا أبو الأشهب [العطاردي] [جعفر بن حيان: ثقة]، قال: ثنا خليد [بن عبد الله] العصري، عن الأحنف بن قيس، قال: كنت في نفر من قريش، فمر أبو ذر، وهو يقول: بشر الكنازين بكيّ في ظهورهم يخرج من جنوبهم، وبكي من قبل أقفائهم يخرج من جباههم، ثم تنحى وقعد، فقلت: من هذا؟ قالوا: هذا أبو ذر، فقمتُ إليه، فقلتُ: ما شيء سمعتك تقول قبيل؟ قال: ما قلت إلا شيئاً سمعته من نبيكم ﷺ.

قلت: فما تقول في هذا العطاء؟ قال: فخذه، فإن فيه اليوم معونة، فإذا كان ثمناً لدينك فدعه. لفظ شيبان [عند مسلم]، وبنحوه رواه قيس بن حفص [عند أبي عوانة].

وفي رواية عفان [عند أحمد] ليبشر الكنازون بكيّ من قبل ظهورهم يخرج من قبل بطونهم، وبكي من قبل أقفائهم يخرج من جباههم. وفيه: ما قلت لهم شيئاً إلا شيئاً قد سمعوه من نبيهم ﷺ. وبنحوه رواه سعيد بن سليمان [عند ابن أبي الدنيا]، وقال حبان بن هلال: بطونهم، وقال: سمعته.

أخرجه مسلم (٣٥/ ٩٩٢)، وأبو عوانة (٣/ ٣٥٣/ ٣٣٨٠) و (٨/ ٣٥٤/ ٣٣٨١) (١٤/ ١٧٤٦٦/ ١٠١ - إتحاف)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (٣/ ٧٤/ ٢٢٣٧)، وابن حبان (٨/ ٥٢/ ٣٢٦٠)، وأحمد (٥/ ١٦٧)، وابن أبي الدنيا في إصلاح المال (٣٦)، والبزار (٩/ ٣٤٤/ ٣٩٠١)، والبيهقي (٦/ ٣٥٩)، وأبو نعيم الحداد في جامع الصحيحين (٢/ ١٦٥/ ١١٠٧). [التحفة (٨/ ٤١٤/ ١١٩٠٠)، الإتحاف (١٤/ ١٠١/ ١٧٤٦٦) و (١٤/ ١٠٤/١٧٤٧١)، المسند المصنف (٢٧/ ٣٠٠/ ١٢٣٠٢)].

قال البزار: «وهذا الحديث حسن الإسناد، ولا نعلم أسند خليد العصري عن الأحنف إلا هذا الحديث».

* ثم قال البزار (٣٩٠٢): حدثنا محمد بن معمر [هو: ابن ربعي القيسي البحراني، وهو: ثقة]، قال: نا مسلم [هو: مسلم بن إبراهيم الأزدي الفراهيدي: ثقة مأمون]، قال: نا أبو عقيل الدورقي [بشير بن عقبة الناجي: ثقة، من السابعة]، قال: جاء رجل إلى يزيد بن عبد الله فحدث وأنا أسمع عن الأحنف بن قيس، قال: أتيت المدينة، … فذكر نحو هذا الحديث عن أبي ذر.

قلت: رجاله ثقات؛ لكن في إسناده مبهم بين بشير بن عقبة، والأحنف بن قيس. * ورواه عفان بن مسلم [ثقة ثبت متقن]: حدثنا حماد بن سلمة [ثقة]: أخبرنا أبو