رواه أبو الربيع الزهراني عن فليح كالجماعة [عند أبي القاسم البغوي، وابن حبان (٣٤٠٢)].
وأبو الربيع الزهراني سليمان بن داود العتكي: ثقة، وروايته هي المحفوظة، ولعل الوهم فيه من: سعد بن عبد الحميد بن جعفر، وهو: ليس به بأس، وقد كان ابن حبان سيئ الرأي فيه، قال عنه في المجروحين:«كان ممن يروي المناكير عن المشاهير، ممن فحش خطؤه، وكثر وهمه، حتى حسن التنكب عن الاحتجاج به» [سؤالات ابن الجنيد (٦٣٥ و ٦٤٩)، علل الترمذي الكبير (٢١)، المجروحين (١/ ٣٥٧)، تاريخ بغداد (١٠/ ١٨١ - ط الغرب)، تاريخ الإسلام (٥/ ٣١٨ - ط الغرب)، التهذيب (١/ ٦٩٥)، فضل الرحيم الودود (٢/ ١٧٠/ ١٤٨)].
ورواه معمر بن راشد [ثقة ثبت، من أثبت الناس في الزهري]، عن الزهري، عن عروة بن الزبير، وسعيد بن المسيب،
وعن هشام، عن أبيه؛ أن النبيَّ ﷺ أعطى حكيم بن حزام دون ما أعطى أصحابه، فقال حكيم: يا رسول الله، ما كنت أظن أن تقصر بي دون أحد، فزاده النبي ﷺ، ثم استزاده فزاده، حتى رضي، فقال: يا رسول الله، أي عطيتك خير؟ قال:«الأولى»، ثم قال النبي ﷺ:«يا حكيم بن حزام، إن هذا المال خَضِرة حلوة، فمن أخذه بسخاوة نفس، وحسن أكلة؛ بورك له فيه، ومن أخذه بإشراف نفس، وسوء أكلة؛ لم يبارك له فيه، وكان كالذي يأكل ولا يشبع، واليد العليا خير من اليد السفلى»، قال: ومنك يا رسول الله؟ قال:«ومني»، قال: والذي بعثك بالحق لا أرزأ بعدك أحداً شيئاً، فلم يقبل عطاء، ولا ديواناً حتى مات، فكان عمر يدعوه بعد ذلك ليأخذ منه فيأبى، فيقول عمر: اللهم إني أشهدك على حكيم بن حزام أني أدعوه إلى حقه من هذا المال فيأبى، وإني أبرأ إلى الله منه، فقال حكيم والله ولا أرزأك ولا غيرك شيئاً أبداً، قال: فمات حين مات، وإنه لمن أكثر قريش مالاً.
أخرجه عبد الرزاق (٩/ ٧٦ - ٧٧/ ١٦٤٠٧) و (١١/ ١٠٢/ ٢٠٠٤١)، ومن طريقه: الطبراني في الكبير (٣/ ١٨٨/ ٣٠٧٨)، والخطابي في غريب الحديث (١/ ٥٩٥)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (١٥/ ١٠٩). [المسند المصنف (٧/ ٤٨٨/ ٣٨١٩)].
هكذا رواه عن عبد الرزاق: إسحاق بن إبراهيم الدبري؛ راوي المصنف، وهو: صدوق، وقد تُكلِّم في روايته عن عبد الرزاق، فإنه ممن سمع من عبد الرزاق بأخرة بعدما عمي وأضر، كما أن الدبري كان يصحف، ويحرف، وروى عن عبد الرزاق أحاديث منكرة [شرح العلل لابن رجب (٢/ ٧٥٤)، اللسان (٢/٣٦)].
وتابعه على هذا الوجه مرسلاً: إسحاق بن راهويه [ثقة حافظ، متقدم السماع من عبد الرزاق]، قال: أخبرنا عبد الرزاق: أنبأنا معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير،