«مسألة فليقبله». وجاء الشك في الرفع أيضاً من رواية: عبد الصمد [عند أحمد]، وداود بن المُحَبَّرِ [عند الحارث]. ورواية من جزم ولم يشك، أولى من رواية من شك وتردد.
وفي رواية الحسن بن موسى [عند أحمد]: حدثنا أبو الأشهب، عن عامر الأحول، قال: قال عائذ بن عمرو: … . هكذا مما يشعر بكونه الأحول البصري، ولم يدرك عائذاً.
قال عبد الله بن أحمد:«سألت أبي: ما الإشراف؟ قال: تقول في نفسك: سيبعث إليَّ فلان، سيصلني فلانٌ».
أخرجه ابن أبي شيبة في المسند (٩٢٣)[وفي سنده تحريف]. وأحمد (٥/ ٦٥)، وابن أبي خيثمة في التاريخ الكبير (١/ ٤٢١/ ١٥٢٠ - السفر الثاني)، والحارث بن أبي أسامة (٣١١ - بغية الباحث)، والروياني (٧٨٠)، وابن قانع في المعجم (٢/ ٣٠٣)، والطبراني في الكبير (١٨/١٩/٣٠)، والبيهقي في الشعب (٦/ ١٣٦/ ٣٢٧٦)، والضياء في المختارة (٨/ ٢٩٢ - ٢٤١/ ٢٩٤). [الإتحاف (٦/ ٤٢٠/ ٦٧٥١)، المسند المصنف (١٠/ ٤٤٢/ ٤٩٩٩)].
وراوي هذا الحديث عن عائذ بن عمرو هو: عامر بن عبد الواحد الأحول البصري المعروف؛ ليس غيره، وقد جعلهما واحداً: ابن معين، وأبو حاتم، والبخاري، ويعقوب بن سفيان وابن حبان وغيرهم، ولم يترجموا للراوي عن عائذ بن عمرو على حدة، وكلام أبي حاتم يدل على أنهما واحد، وقال ابن معين:«هو كل عامر يروي عنه البصريون ليس غيره»، وقال أبو القاسم البغوي في ترجمة عائذ بن عمرو:«روى عنه عامر بن عبد الواحد، ولا أحسبه أدركه». [انظر: التاريخ الكبير (٦/ ٤٥٦)، الجرح والتعديل (٦/ ٣٢٦)، الثقات (٥/ ١٩٣)، إكمال مغلطاي (٧/ ١٤٥)، التهذيب (٢/ ٢٦٩)، تعجيل المنفعة (٥٠٧)].
لكن المزي، ميز في التهذيب (١٤/ ٦٧) بين راوي هذا الحديث، وبين عامر بن عبد الواحد الأحول البصري؛ الذي يروي عن طبقة التابعين، وقال في الأول:«وهو شيخ آخر تابعي، ذكرناه للتمييز بينهما».
فتعقبه مغلطاي في الإكمال (٧/ ١٤٥)، وابن حجر في التهذيب (٢/ ٢٦٩)، وفي تعجيل المنفعة (٥٠٧)، وقال في التقريب:«وهو: عامر الأحول، الذي يروي عن عائذ بن عمرو المزني الصحابي، ولم يدركه».
وهذا إسناد ضعيف؛ عامر بن عبد الواحد الأحول البصري: من الطبقة السادسة، يروي عن التابعين، لم يدرك عائذ بن عمرو، وعامر ليس بالقوي، وقال فيه أبو حاتم:«ثقة، لا بأس به»، فسأله ابنه: يحتج بحديثه؟ قال:«لا بأس به»، وقال ابن معين:«ليس به بأس»، واحتمله آخرون، وروى له مسلم حديثاً. [انظر: التهذيب (٢/ ٢٦٩)، الميزان (٢/ ٣٦٢)، وراجع: فضل الرحيم الودود (٥/ ٤٤٧/ ٣٥٠) و (٦/١٥/٥٠٢) و (٦/ ٥٠٣/ ٥٧٩) و (٧/ ٦٤٣/ ٢٥٤) و (١٧/ ١٤٣١/ ٢٩٥)].
قلت: فالضعف فيه يسير؛ ينجبر بشاهده من حديث عمر، وأشبه ألفاظ حديث عمر بهذا الحديث: