قلت: وهشام بن سعد؛ وإن كان من أثبت الناس في زيد بن أسلم؛ إلا أن مالكاً هو أثبت الناس في حديث أهل المدينة، وأين هشام بن سعد؛ الذي لم يرتضوا حفظه، ولينه أو ضعفه بعضهم [التهذيب (٤/ ٢٧٠)] [وقد سبق الكلام على هشام بن سعد مرار] اً، ومتى يقبل حديثه، ومتى يرد، وانظر مثلاً: ما تقدم برقم (١١٧ و ٤١٠ و ٤٢٤ و ٩٠٥ و ٩٢٧ و ٩٤١ و ١٦٤٤)؛ أين هو من مالك بن أنس؛ إمام دار الهجرة، ورأس المتقنين، وكبير المتثبتين؛ ثم إن مالكاً لم ينفرد به، فقد تابعه الثقة الثبت: معمر بن راشد، والله أعلم.
وممن وهم بوصله أيضاً، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر، مرفوعاً بموضع الشاهد، وقصة أخرى: شريك بن عبد الله النخعي [صدوق، سيئ الحفظ]، رواه عن جامع بن أبي راشد، عن زيد به [أخرجه البيهقي (٦/ ١٨٤)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٣١/ ٣٠٧)].
كما روي نحو ذلك من حديث عائشة، ولا يثبت [أخرجه أحمد (٦/ ٧٧ و ٢٥٩)، وابن أبي الدنيا في القناعة والتعفف (١٣)، وأبو العباس الأصم في جزء من حديثه (٢٧ - رواية أبي بكر ابن حيد النيسابوري)، والبيهقي في السنن (٦/ ١٨٤)، وفي الشعب (٦/ ١٣٧/ ٣٢٧٧)] [الإتحاف (١٧/ ٥٧٠/ ٢٢٨١٢)، المسند المصنف (٣/ ٤٤١/ ١٨٠١٤)] [في سنده انقطاع] [المطلب بن عبد الله بن حنطب: عامة حديثه مرسل، ولم يدرك إلا صغار الصحابة، قال أبو حاتم:«لم يدرك عائشة»، وسئل أبو زرعة: هل سمع المطلب بن عبد الله بن حنطب من عائشة؟ فقال:«نرجو أن يكون سمع منها». المراسيل (٧٨٤)، الجرح والتعديل (٨/ ٣٥٩)، تحفة التحصيل (٣٠٧)، قلت: فلم يجزم أبو زرعة بالسماع، وجزم أبو حاتم بعدم الإدراك، وهو الأقرب، ولم يذكر ابن حنطب سماعاً من عائشة، وظاهر سياقه أنه يحكي واقعة لم يحضرها، ولم يثبت له البخاري سماعاً إلا من صحابي مبهم. التاريخ الكبير (٨/٨)].
وفي الباب أيضاً:
حديث عائذ بن عمرو:
رواه أبو أسامة حماد بن أسامة، ووكيع بن الجراح، ويونس بن محمد المؤدب، وعبد الصمد بن عبد الوارث، وحسن بن موسى الأشيب، وعاصم بن علي، وشيبان بن فروخ [وهم ثقات]، وداود بن المحبر [متروك، متهم بالوضع]:
عن أبي الأشهب العطاردي [جعفر بن حيان: ثقة]، عن عامر بن عبد الواحد الأحول، عن عائذ بن عمرو، أن النبي ﷺ كان يقول:«من عُرض له شيء من هذا الرزق من غير مسألة، ولا إشراف نفس؛ فليوسع عليه رزقه، ومن كان غنياً فليوجهه إلى من هو أحوج إليه منه».
وفي رواية وكيع [عند أحمد]: حدثنا أبو الأشهب، عن عامر الأحول، عن عائذ بن قال أبو الأشهب: أراه قال: - قال رسول الله ﷺ: من آتاه الله رزقاً من غير عمرو، -