للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

عمر بن الخطاب بعطاء، فرده عمر، فقال له رسول الله : «لم رددته؟»، فقال: يا رسول الله! أليس أخبرتنا أن خيرا لأحدنا أن لا يأخذ من أحد شيئا؟ فقال رسول الله : «إنما ذلك عن المسألة، فأما ما كان من غير مسألة، فإنما هو رزق يرزقكه الله».

فقال عمر بن الخطاب: أما والذي نفسي بيده لا أسأل أحدا شيئا، ولا يأتيني شيء من غير مسألة إلا أخذته.

أخرجه من طريق مالك: البخاري في التاريخ الكبير (٨/ ٣٠٤). [الإتحاف (١٢/ ١٥١٣٨/ ٨٨)، المسند المصنف (٢٢/ ١٩٣/ ١٠٠٢٩)].

وهذا مرسل بإسناد صحيح.

قلت: ولم ينفرد به مالك، بل تابعه على إرساله:

معمر بن راشد [ثقة ثبت]، فرواه عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار؛ مرسلا بنحوه.

أخرجه عبد الرزاق (١١/ ١٠٣/ ٢٠٠٤٤).

* وقد وهم بوصله، وسلوك الجادة فيه:

هشام بن سعد، فرواه عن زيد بن أسلم، عن أبيه أسلم، عن عمر؛ بقصة طويلة في عام الرمادات، ومنهم من رواه مختصرا بموضع الشاهد.

وفي رواية مختصرة [عند البزار]: هشام بن سعد، عن زيد، عن أبيه، عن عمر، قال [وفي رواية: قال: سمعت عمر بن الخطاب، يقول:]: كان رسول الله يعطيني العطاء، فأقول: لو أعطيته من هو أحوج إليه مني، فيقول: «يا عمر؛ ما آتاك الله من هذا المال من غير مسألة، ولا إشراف نفس فكل وتصدق»، قال: وأرسل إلي رسول الله بشيء فرددته، فلما جئته قال: «ما حملك أن رددت ما أرسلت إليك؟»، قلت: يا رسول الله! قد قلت: إن خيرا لك ألا تسأل الناس شيئا، قال: «إنما ذاك أن تسأل الناس، وما جاءك عن غير مسألة؛ فهو رزق رزقك الله».

أخرجه ابن خزيمة (٤/ ٦٨/ ٢٣٦٧)، والحاكم (١/ ٤٠٥) (٢/ ٢٧٥/ ١٤٨٧ - ط الميمان)، وابن أبي شيبة (٤/ ٤٤٦/ ٢١٩٧٥)، وعبد بن حميد (٤٢)، وابن أبي الدنيا في القناعة والتعفف (٣٨)، والبزار (١/ ٣٩٤/ ٢٧١)، وعبد الله بن أحمد في زياداته على الزهد لأبيه (١٣٠)، وأبو يعلى (١٦٧)، والبيهقي في السنن (٦/ ٣٥٤)، وفي الشعب (٦/ ١٣٢/٣٢٦٨)، وابن عبد البر في التمهيد (٥/ ٨٥)، والضياء في المختارة (١/ ١٨١/ ٨٩). [الإتحاف (١٢/ ٨٧/ ١٥١٣٦) و (١٢/ ٨٨/ ١٥١٣٨)، المسند المصنف (٢٢/ ١٩٢/ ١٠٠٢٨) و (٢٢/ ١٩٣/ ١٠٠٢٩)].

قال البزار: «وهذا الحديث قد روي نحو كلامه عن عمر من غير وجه، ولا نعلم روى هذا الحديث عن زيد عن أبيه عن عمر؛ إلا هشام بن سعد».

وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه».

<<  <  ج: ص:  >  >>