(نعيم (٣/ ١٦٧١)، الاستيعاب (١٦٢١)، تاريخ دمشق (٣١/ ٣٠٠)، الإصابة (٤/ ٩٨)، وغيرها كثير). والحاصل: فإن راوي هذا الحديث قد قصر به أيضا بإسقاط حويطب بن عبد العزى من إسناده، والصحيح فيه رواية جماعة الثقات من أصحاب الزهري عنه؛ كما تقدم بيانه. وهذا الإسناد: رواته جميعا ثقات؛ عدا ابن لهيعة، وهو: ضعيف، وابن خصيفة، هو: يزيد بن عبد الله بن خصيفة [ثقة، من الخامسة]، وأبو الأسود، هو: محمد بن عبد الرحمن بن نوفل يتيم عروة [ثقة، من السادسة]، وحيوة، هو: ابن شريح التجيبي المصري [ثقة ثبت]، والله أعلم.
• وممن قصر به أيضا بإسقاط حويطب من الإسناد:
ما رواه علي بن سعيد الكندي [كوفي، ثقة]، قال: نا عبد الرحيم بن سليمان [ثقة حافظ]، عن أشعث بن سوار، عن أبي الزبير، عن السائب بن يزيد، عن عبد الله بن السعدي، قال: قال لي عمر بن الخطاب: إنا نبعثك على أمر من أمور الناس، وإنك لا تقبل العمالة، فما يحملك على ذلك؟ قلت: إن لي بها عنها غنى، قال: فلا تفعل، خذها، فإني أردت ما أردت، وإن رسول الله ﷺ كان يعطيني الشيء، فأقول: يا رسول الله، أعطه من هو أفقر إليه مني، فأعطاني مرة مالا، فقلت مثل ذلك، وأردت أن لا آخذه، فقال:«خذه فتموله، أو تصدق به، فإذا آتاك الله مالا، وأنت غير سائله فخذه، وما صرف عنك فلا تتبعه نفسك».
أخرجه الطبراني في الأوسط (٢/ ١٣٤/ ١٤٩٢).
قال الطبراني:«لم يرو هذا الحديث عن أبي الزبير إلا أشعث، تفرد به: عبد الرحيم».
قلت: لا يحفظ هذا الحديث من حديث أبي الزبير المكي، تفرد به: أشعث بن سوار، وهو: بصري، ضعيف.
٢ - وروى يونس بن يزيد، وشعيب بن أبي حمزة:
عن ابن شهاب، عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، قال: سمعت عمر بن الخطاب، يقول: قد كان رسول الله ﷺ يعطيني العطاء، فأقول: أعطه أفقر إليه مني، حتى أعطاني مرة مالا، فقلت: أعطه أفقر إليه مني، فقال رسول الله ﷺ:«خذه، وما جاءك من هذا المال [شيء]، وأنت غير مشرف ولا سائل فخذه، وما لا؛ فلا تتبعه نفسك». لفظ يونس [عند الشيخين].
ولفظ شعيب [عند البخاري]: كان النبي ﷺ يعطيني العطاء، فأقول: أعطه أفقر إليه مني، حتى أعطاني مرة مالا، فقلت: أعطه من هو أفقر إليه مني، فقال النبي ﷺ:«خذه، فتموله، وتصدق به، فما جاءك من هذا المال وأنت غير مشرف ولا سائل فخذه، وما لا؛ فلا تتبعه نفسك».