عبد العزى عنه. قلت: وهكذا رواه يونس بن عبد الأعلى الصدفي عن ابن وهب متصلاً.
وهو حديث مشهور اجتمع في إسناده أربعة من الصحابة ﵃ في نسق واحد، يروي بعضهم عن بعض، وليس في الصحيحين هكذا غيره، وحديث آخر اجتمع في إسناده أربع صحابيات، تروي بعضهن عن بعض على اختلاف في ذلك بين الرواة، … .
وحديث ابن السعدي المتقدم، وإن كان مقطوعاً في صحيح مسلم من هذا الوجه الذي ذكرناه خاصة، فإنه متصل فيه من وجه آخر، ومع ذلك فقد وصله البخاري في صحيحه، والنسائي في سننه من ذلك الوجه المنقطع.
وقال ابن كثير في مسند الفاروق (١/ ٣٧٨): هذا حديث جليل، قليل النظير؛ لأنه اجتمع في إسناده أربعة من الصحابة يروي بعضهم عن بعض، فإن السائب بن يزيد، وشيخه، وشيخ شيخه، وعمر بن الخطاب كلهم صحابة ﵃ [وانظر أيضاً: التوضيح لابن الملقن (٣٢/ ٤٩٥)، الفتح لابن حجر (١٣/ ١٥٢)].
قلت: فلا يقال فيما يرسله الصحابي منقطعاً، ومراسيل الصحابة مقبولة، وهذا على فرض إرساله، ولكن المحفوظ في هذا الحديث:
ما رواه جمع من ثقات أصحاب الزهري عن الزهري: أخبرني السائب بن يزيد ابن أخت نمر؛ أن حويطب بن عبد العزى أخبره؛ أن عبد الله بن السعدي أخبره؛ أنه قدم على عمر في خلافته … الحديث.
وقد قال الدارقطني في العلل (٢/ ١٧١/ ١٩٧) بأن الزهري قد جود إسناده، ثم ذكر الاختلاف الواقع فيه، ثم قال: «وأحسنها إسناداً: حديث شعيب بن أبي حمزة، ومن تابعه عن الزهري عن السائب عن حويطب بن عبد العزى، عن ابن السعدي، عن عمر».
قال ابن أبي حاتم في العلل (٦٣٢): وسمعت أبي، وذكر حديثاً رواه حيوة، وابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن يزيد بن خصيفة، عن السائب بن يزيد، عن ابن عبد شمس، عن عمر بن الخطاب؛ قوله: «من جاءه من أخيه معروف من غير إشراف ولا مسألة، فليقبله ولا يرده؛ فإنما هو رزق ساقه الله إليه».
فقال أبي: وهذا أيضاً خطأ؛ إنما هو: عن ابن الساعدي، عن عمر.
رواه الزهري عن السائب بن يزيد عن حويطب بن عبد العزى، عن عبد الله بن السعدي، عن عمر، عن رسول الله ﷺ.
• قال أبي: «وهذا الصحيح، ويقال: ابن السعدي، والساعدي».
قلت: ابن عبد شمس؛ هو: عبد الله بن السعدي؛ نسب إلى جده، وقد نسبه بعضهم: عبد الله بن السعدي، واسمه عمرو بن وقدان بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي وقيل له: السعدي؛ لأنه كان مسترضعاً في بني سعد بن بكر. [انظر: طبقات ابن سعد] (٥/ ٤٥٤)، معجم الصحابة لأبي القاسم البغوي (٣/ ٣٧٣)، معجم الصحابة لابن قانع (٢/ ٧٥)، الثقات (٣/ ٢٤٠)، معرفة الصحابة لأبي