• ورواه أيضا: مروان بن معاوية الفزاري [ثقة حافظ]، عن معمر، عن الزهري، عن السائب بن يزيد، قال: قال عمر: كان رسول الله ﷺ يعطيني العطايا، فأقول: يا رسول الله، أعطه من هو أحق إليه مني، فقال رسول الله ﷺ: «خذه، فإما أن تموله، وإما أن تصدق به، وما جاءك من هذا المال وأنت غير سائل ولا مشرف فخذه، وما لا فلا تتبعه نفسك».
أخرجه ابن أبي شيبة (٤/ ٢١٩٧٤/ ٤٤٥)، (١٢/ ٢٢٠/ ٢٣٣٧٥ - ط الشثري). [المسند المصنف (٢٢/ ١٨٩/ ١٠٠٢٦)].
فلم يذكر فيه: حويطبا، ولا عبد الله بن السعدي.
قال الدارقطني في العلل (٢/ ١٧١/ ١٩٧): «واختلف عن معمر؛ فرواه عنه: مروان الفزاري، ولم يقم إسناده».
قلت: قد اختلف الثقات على معمر بن راشد، فرواه سفيان بن عيينة مثل رواية الجماعة عن الزهري، وأسقط منه رجلا: عبد الله بن المبارك، وأسقط رجلين: عبد الرزاق ومروان.
والأشبه عندي أن هذا الاختلاف من معمر نفسه، يبدو أنه اضطرب في إسناد هذا الحديث ولم يضبطه، فمرة يجوده ويرويه مثل جماعة الثقات من أصحاب الزهري، ومرة يقصر به فيسقط حويطبا وحده، ومرة يزيد بإسقاط عبد الله بن السعدي أيضا.
• قال الجياني في تقييد المهمل (٣/ ٨٣٣) بعد حديث أبي الظاهر عن ابن وهب عند مسلم بإسقاط حويطب من الإسناد: «هكذا روي هذا الإسناد، وفيه انقطاع، سقط منه رجل بين السائب بن يزيد وعبد الله بن السعدي، وهو حويطب بن عبد العزى.
قال أبو عبد الرحمن النسوي: لم يسمعه السائب بن يزيد من عبد الله بن السعدي، رواه عن حويطب.
قال أبو علي [يعني: ابن السكن]: هكذا هو محفوظ من غير طريق عمرو بن الحارث، رواه أصحاب الزهري؛ شعيب والزبيدي، عن الزهري: أخبرني السائب بن يزيد؛ أن حويطب بن عبد العزى أخبره؛ أن عبد الله بن السعدي أخبره؛ أن عمر بن الخطاب قال: … وذكر الحديث.
وقد رواه يونس بن عبد الأعلى الصدفي عن ابن وهب، فوصله، ذكره أبو علي ابن السكن في كتابه».
وقال الحافظ رشيد الدين العطار في غرر الفوائد المجموعة (٢٦١): «وقال الحافظ أبو علي» [يعني: ابن السكن]: في إسناده انقطاع. قلت: وبيان انقطاعه؛ أنه قد سقط من هذا الطريق الثاني رجل بين السائب بن يزيد وعبد الله بن السعدي، وهو حويطب بن عبد العزى ﵃، هكذا ذكر غير واحد من الحفاظ. وقال الإمام أبو عبد الرحمن النسائي: لم يسمعه السائب بن يزيد من عبد الله بن السعدي، إنما رواه عن حويطب. يعني: ابن