وكذا رواه أصبغ عن ابن وهب، عند أبي نعيم في المستخرج.
قلت: أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن عبد الله بن عمرو بن السرح المصري: ثقة ثبت، مكثر عن ابن وهب، وأصبغ بن الفرج: مصري، ثقة فقيه.
* ورواه يونس بن عبد الأعلى [مصري] ثقة، مكثر عن ابن وهب، وأحمد بن صالح [المصري]: ثقة حافظ، من [أصحاب ابن وهب]، وأبو الطاهر [بإسناد صحيح إليه، عند البيهقي]، قالوا: أخبرنا ابن وهب:
ورواه أيضا: رشدين بن سعد:
كلاهما؛ عبد الله بن وهب، ورشدين بن سعد، روياه عن عمرو بن الحارث، عن ابن شهاب، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه؛ أن رسول الله ﷺ كان يعطي ابن الخطاب، فيقول عمر: أعطه أفقر إليه مني، فقال: «خذه فتموله، أو تصدق … »، وذكر الحديث.
قال عمرو: وحدثني ابن شهاب بمثل ذلك، عن السائب بن يزيد، عن حويطب بن عبد العزى، عن عبد الله بن السعدي، عن عمر بن الخطاب، عن رسول الله ﷺ.
هكذا بإثبات حويطب في الإسناد.
أخرجه ابن خزيمة (٤/ ٦٧/ ٢٣٦٦)، وأحمد (٢/ ٩٩/ ٥٧٤٨ و ٥٧٤٩)، والطحاوي في شرح المشكل (١٥/ ٢٤١/ ٥٩٨٤)، وأبو علي ابن السكن (٣/ ٨٣٤ - تقييد المهمل)، والبيهقي (٦/ ١٨٤)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (١٥/ ٣٥٢). [الإتحاف (١٢/ ٢٢٤/ ١٥٤٦٢)، المسند المصنف (٢٢/ ١٨٦/ ١٠٠٢٦)].
قلت: الأشبه عندي أن زيادة حويطب محفوظة من حديث عمرو بن الحارث، وأن من أسقطه فقد قصر به، أو أخطأ في ذلك، والله أعلم.
* ووجه ثالث من الاختلاف على معمر بن راشد:
فقد رواه عبد الرزاق بن همام الصنعاني [ثقة حافظ، كان راوية لمعمر]، عن معمر، عن الزهري، عن السائب بن يزيد، قال: لقي عمر بن الخطاب عبد الله بن السعدي، فقال: ألم أحدث أنك تلي العمل من أعمال المسلمين، ثم تعطى عمالتك فلا تقبلها؟ قال: إني بخير، ولي رقيق وأفراس، وأنا غني عنها، وأحب أن يكون عملي صدقة على المسلمين، فقال عمر: لا تفعل، فإن رسول الله ﷺ كان يعطيني العطايا فأقول: يا نبي الله أعطه غيري، حتى أعطاني مرة، فقلت: يا نبي الله أعطه غيري، فقال: «خذه يا عمر، فإما أن تتموله، وإما أن تصدق به، وما آتاك الله من هذا المال وأنت غير مشرف، ولا سائل فخذه، وما لا فلا تتبعه نفسك».
أخرجه عبد الرزاق (١١/ ١٠٤/ ٢٠٠٤٥)، وعنه: أحمد (١/٤٠/٢٨٠)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (١٥/ ٣٥٤). [الإتحاف (١٢/ ٢٢٦/ ١٥٤٦٣)، المسند المصنف (٢٢) ١٨٩/ ١٠٠٢٦]
قلت: هكذا أسقط من الإسناد رجلين، هما: عبد الله بن السعدي، وحويطب.