أبي جمرة عن هلال، فاستغنى عن حديث قتادة، بسماعه للحديث من أبي جمرة، وقد اشتهر عند أصحاب شعبة، من حديثه عن أبي جمرة عن هلال، والله أعلم.
قلت: وفي هذه النقول إشارة إلى سبب إعراض أصحاب الصحاح والسنن عن حديث قتادة هذا، وكذلك أعرض عنه أحمد؛ فلم يخرجه في مسنده، لم يخرجوه جميعاً؛ مع كونه من رواية جماعة من ثقات أصحاب قتادة، وفيهم اثنان من أثبت أصحابه؛ هشام الدستوائي، وسعيد بن أبي عروبة، لكن لما علموا أن قتادة دلسه، أعرضوا عنه، واستعاضوا عنه بحديث عطاء بن يزيد الليثي عن أبي سعيد والذي: أخرجه مالك في الموطأ، ومن طريقه: البخاري، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، والدارمي، وأبو عوانة، وابن حبان، وأحمد، وغيرهم، وأخرجه من طرق أخرى عن الزهري عن عطاء بن يزيد به: البخاري، ومسلم، وأبو عوانة، وأحمد، وغيرهم.
وفي الجملة: فإنا قد علمنا الواسطة التي أسقطها قتادة من الإسناد، وهو: أبو جمرة نصر بن عمران صاحب ابن عباس، وهو: ثقة ثبت، وباجتماع هذا الطريق، مع طريق شعبة الآتي عن أبي جمرة، يصح الحديث إلى هلال بن حصن، وأن راويه عنه في الموضعين هو: أبو جمرة نصر بن عمران، والله أعلم.
ج - ورواه غندر محمد بن جعفر، وأبو داود الطيالسي وعلي بن الجعد، وحجاج بن محمد المصيصي، وبشر بن عمر الزهراني، وحسين بن محمد المروزي، وعمرو بن مرزوق، وأبو عباد يحيى بن عباد الضبعي [وهم ثقات]:
حدثنا شعبة، قال: سمعت أبا جمرة، يحدث عن هلال بن حصن [وفي رواية: أخبرني أبو جمرة، قال: سمعت هلال بن حصن]، قال: نزلت دار أبي سعيد الخدري [وفي رواية: قدمت المدينة، فنزلت على أبي سعيد في داره]، فضمني وإياه المجلس، قال: فحدث أنه أصبح ذات يوم وقد عصب على بطنه حجراً من الجوع، فقالت له امرأته أو أمه [وفي رواية الطيالسي وابن الجعد: فقالت لي امرأتي بغير شك]: إيت النبي ﷺ فسله؛ فقد أتاه فلان فسأله فأعطاه، وأتاه فلان فسأله فأعطاه قال: قلت: حتى ألتمس شيئاً، قال: فالتمست شيئاً، [وفي رواية: فقلت: لا أسأله حتى لا أجد شيئاً، فالتمست فلم أجد شيئاً]، فأتيته وهو يخطب، قال: فأدركت من قوله وهو يقول: «من يستعف يعفه الله، ومن يستغن يغنه الله، ومن سألنا إما أن نبذل له أو نواسيه»؛ أبو حمزة الشاك، ومن يستعف عنا، أو يستغن أحب إلينا ممن يسألنا [وفي رواية الطيالسي:«ومن استغنى عنا أحب إلينا ممن سألنا»] [وفي رواية ابن الجعد والزهراني: ومن استعف عنا واستغنى أحب إلينا ممن سألنا]، قال: فرجعت فما سألته شيئاً، فما زال الله يرزقنا حتى ما أعلم أحداً في الأنصار أهل بيت أكثر أموالاً منا. لفظ غندر.
أخرجه الطيالسي (٣/ ٦٦٢/ ٢٣٢٥)، وابن سعد في الطبقات (٥/ ٣٥١ - ط الخانجي)، وابن أبي شيبة (٢/ ٤٢٦/ ١٠٦٨٩)(٦/ ٣٨٤/ ١٠٩٩٧ - ط الشثري)، وأحمد