كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود

٣ - كتاب الزكاة - ٢٧ - باب كراهية المسألة - ج: 21 - ص: 244

إلى المغيرة بن شعبة أن: اكتب إليَّ بشيء سمعته من النبي ﷺ، فكتب إليه: سمعت النبي ﷺ يقول: «إن الله كره لكم ثلاثاً: قيل وقال، وإضاعة المال، وكثرة السؤال». [قال ابن علية: إضاعة المال: إنفاقه في غير حقه].

أخرجه البخاري (١٤٧٧)، ومسلم في كتاب الأقضية (١٣/ ٥٩٣) بعد الحديث رقم (١٧١٥)، وأبو عوانة (٤/ ١٦٦/ ٦٣٨٩ و ٦٣٩٠)، وابن حبان (١٣/٢٧/٥٧١٩)، وأحمد (٤/ ٢٤٩)، ووكيع محمد بن خلف في أخبار القضاة (٣/١٦)، والطبراني في الكبير (٢٠/ ٣٨٤/ ٩٠٠)، والحاكم في المعرفة (١٠٠)، والقضاعي في مسند الشهاب (١٠٨٩)، والخطيب في الفقيه والمتفقه (٢/ ٣٠٣)، وأبو نعيم الحداد في جامع الصحيحين (٢/ ١٦٦/ ١١٠٨). [التحفة (٨/ ٢٠١/ ١١٥٣٦)، الإتحاف (١٣/ ٤٤٧/ ١٦٩٨٧)، المسند المصنف ٢٥/ ١٤٤/ ١١٢٨٤]

ج - وروى سعد بن حفص [المعروف بالضخم: ثقة]، وعبيد الله بن موسى [ثقة]: عن شيبان بن عبد الرحمن النحوي، عن منصور، عن المسيب بن رافع، عن وراد، عن المغيرة بن شعبة، عن النبي ﷺ، قال: «إن الله حرم عليكم: عقوق الأمهات، ومنعاً وهات، ووأد البنات، وكره لكم قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال».

أخرجه البخاري (٥٩٧٥)، والإسماعيلي في مستخرجه على البخاري (٢/ ٩٩١ - هدي الساري)، والبيهقي في الشعب (١١/ ٥٠٨/ ٧٤٨٨). [التحفة (٨/ ٢٠١/ ١١٥٣٦)، المسند المصنف (٢٥/ ١٤٤/ ١١٢٨٤)].

قلت: وهذا الطريق مما تتبعه الدارقطني على البخاري (٨٣)، ولا وجه لتعقبه على البخاري، فإن المغيرة كتب إلى معاوية بالحديثين جميعاً؛ بالذكر دبر الصلاة، وبالمنهيات [كما هو ظاهر من طرق الحديث هنا في هذا الموضع، وفي الموضع السابق في فضل الرحيم الودود (١٨/ ٣٧١/ ١٥٠٥)]، لكن من الرواة من جمعهما في حديث واحد، ومنهم من فرقهما حديثين، فلا يمتنع أن يكون المسيب بن رافع ممن فرقهما، هذا من وجه، ومن وجه آخر، فإن شيخ البخاري سعد بن حفص لم ينفرد به عن شيبان، فقد تابعه عليه: عبيد الله بن موسى [عند الإسماعيلي والبيهقي]، فبطل ما توهمه الدارقطني [ومن أراد المزيد: فليراجع تعليقي على تتبع الدارقطني، الموسوم بصيانة الصحيحين. هدي الساري لابن حجر (٢/ ٩٩١)، الحديث التسعون]، والله أعلم.

د - وروى هشيم بن بشير [ثقة ثبت]: أخبرنا غير واحد منهم: مغيرة، وفلان ورجل ثالث أيضاً [وفي رواية: أخبرنا غير واحد، منهم: المغيرة ومجالد ورجل ثالث أيضاً]، عن الشعبي، عن وراد كاتب المغيرة بن شعبة؛ أن معاوية كتب إلى المغيرة أن: اكتب إليَّ بحديث سمعته من رسول الله ﷺ، قال: فكتب إليه المغيرة: إني سمعته يقول عند انصرافه من الصلاة: «لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير» ثلاث مرات.