للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

قال أبو المثنى: قال أبو ذر: فدعاني رسول الله فقال: «هل لك إلى بيعة، ولك الجنة؟»، قلت: نعم، وبسطت يدي، فقال رسول الله - وهو يشترط علي -: «أن لا تسأل الناس شيئاً»، قلت: نعم، قال: «ولا سوطك إن يسقط منك، حتى تنزل إليه فتأخذه». أخرجه أحمد (٥/ ١٧٢)، وابن أبي الدنيا في القناعة والتعفف (٣). [الإتحاف (١٤/ ٢٢١/ ١٧٦٦٦)، المسند المصنف (٢٧/ ٣٩١/ ١٢٣٨٠)].

قال الذهبي في السير (٢/ ٦٢): «أبو اليمان: هو الهوزني».

قلت: موضع الشاهد يرويه أبو المثنى وحده عن أبي ذر، ولم يذكر فيه سماعاً من أبي ذر، وأبو المثنى: لا يُعرف اسمه، وهو: مجهول، وليس هو: ضمضم الأملوكي الحمصي. [انظر: فضل الرحيم الودود (٥/ ٢٩٤/ ٤٣٣)] [الكنى من التاريخ الكبير (٩/ ٧٢)، قال: «أبو المثنى عن أبي ذر: روى عنه دراج». بينما ذكر ضمضم في الأسماء (٤/ ٣٣٨)، وقال: «ضمضم أبو المثنى الأملوكي الحمصي: سمع عتبة بن عبد، روى عنه صفوان بن عمرو». وتبعه على ذلك أبو حاتم وابنه في التفريق بينهما، كما في الجرح والتعديل (٤/ ٤٦٨) و (٩/ ٤٤٤)، وذكره ابن عبد البر في الاستغناء (٣/ ٢٠٦/ ١٨٠١)، وقال: «أبو المثنى عن أبي ذر: حديثه في المصريين، روى عنه دراج أبو السمح». وفرق بينه وبين ضمضم، ولم يذكره مسلم في الكنى (٣١٧٩) - (٣١٨٧)، ولم يترجم له ابن حبان في الثقات، بينما ترجموا لضمضم. انظر: الطبقات لابن سعد (٧/ ٤٥٨)، العلل ومعرفة الرجال (٣/ ٣٩٤/ ٥٧٣٢)، الكنى لمسلم (٣١٧٩)، المعرفة والتاريخ (٢/ ٣٤٢)، الكنى للدولابي (٣/ ٩٨٤)، الثقات (٤/ ٣٨٩)، الاستغناء (٢/ ١٨٠/ ٧٩٢)، وغيرها].

ولا يُعرف هذا الحديث بهذا اللفظ عن أبي ذر إلا من هذا الوجه، وهكذا رواه بهذا اللفظ: صفوان بن عمرو السكسكي الحمصي، وقد خولف فيه.

* رواه ابن لهيعة: حدثنا دراج، عن أبي الهيثم عن أبي ذر، أن رسول الله قال: «ستة أيام، ثم اعقل ما يُقال لك بعد»، فلما كان يوم السابع، قال: «أوصيك بتقوى الله في سر أمرك وعلانيته، وإذا أسأت فأحسن، ولا تسأل أحداً شيئاً، وإن سقط سوطك، ولا تؤذ يتيماً، ولا تول يتيماً، ولا تُؤوِ أمانة، ولا تقض بين اثنين».

أخرجه أحمد (٥/ ١٨١)، وابن زنجويه في الأموال (٢٠٦٦)، وابن عبد الحكم في فتوح مصر (٣١٥) [وفي سنده تحريف]. [الإتحاف (١٤/ ٢٢١/ ١٧٦٦٦)]، المسند المصنف [(٢٧/ ٤٤٣/ ١٢٤١٧)].

قلت: عبد الله بن لهيعة: ضعيف، وهذا من أوهامه، حيث سلك فيه الجادة، فإن: «دراج عن أبي الهيثم» أسهل على اللسان من: «دراج عن أبي المثنى»، والأول: لزوم للطريق والجادة المسلوكة، بينما لا يضبط الإسناد الثاني إلا حافظ ضابط مثل عمرو بن الحارث [وقد فصلت الكلام في سلسلة دراج عن أبي الهيثم في تخريج أحاديث الذكر والدعاء برقم (٣٢)، وتكلمت أيضاً على ترجمة دراج أبي السمح عند الحديث السابق في السنن برقم (٩٠١)].

<<  <  ج: ص:  >  >>