للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

والحاصل: فإن حديث ثوبان مرفوعاً: «مَنْ تكفل لي أن لا يسأل الناس شيئاً، وأتكفل له بالجنة؟»: حديث ثابت صحيح، جاءنا من طريقين:

الأول: رواه عاصم الأحول، عن أبي العالية، عن ثوبان.

والثاني: رواه عبد الرحمن بن يزيد بن معاوية، عن ثوبان.

والإسنادان رجالهما ثقات، غير أنا لم نتيقن الاتصال في الأول ولا في الثاني، إلا أنه محتمل، فالسماع ممكن لأبي العالية من ثوبان، فقد سمع ممن هو أكبر منه، وكذلك فإن السماع غير ممتنع لعبد الرحمن بن يزيد من ثوبان، فباجتماع الطريقين، مع الشاهد من حديث عوف بن مالك وما كان في معناه: يصح الحديث، والله أعلم.

وحديث ثوبان هذا: قد صححه الحاكم، واحتج به: أبو داود، والنسائي.

فإن قيل: له شاهد من حديث عبد الرحمن بن دلهم:

فيقال: ثبت العرش ثم انقش:

فقد روى سلمة بن شبيب [ثقة]، والليث بن هارون العكلي: روى عنه جماعة، وذكره ابن حبان في الثقات [(٩/٢٩)]:

ثنا زيد بن الحباب [ثقة]: ثنا عيسى بن أشعث، عن الحجاج بن ميمون، عن حميد بن أبي حميد الشامي [مجهول. التهذيب (١/ ٥٠١)، التقريب (١٥٦٧)]، عن عبد الرحمن بن دلهم؛ أن رجلاً قال: يا رسول الله! دلني على عمل أدخل به الجنة، قال: «لا تسأل الناس شيئاً، ولك الجنة»، قال: زدني، قال: «لا تغضب، ولك الجنة»، قال: يا رسول الله! زدني، قال: «استغفر الله في اليوم قبل أن تغيب الشمس سبعين مرة، يغفر لك ذنب سبعين عاماً»، قال: يا رسول الله! ليس لي ذنب سبعين عاماً، قال: «لأمك»، قال: ليس لأمي، قال: «لأبيك»، قال: ليس لأبي، قال: «لأهل بيتك»، قال: ليس لأهل بيتي، قال: «فلجيرانك».

أخرجه أبو نعيم في تاريخ أصبهان (١/ ١٥٤)، وفي معرفة الصحابة (٤/ ١٨٥٥/ ٤٦٧٣).

قلت: عيسى بن أشعث، هو: عيسى بن شعيب، نسب لجده، وقد ترجم له ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (٦/ ٢٧٢)، وقال: «عيسى بن الأشعث: روى عن الضحاك، روى عنه زيد بن الحباب، سمعت أبي يقول ذلك، وسئل عنه، فقال: شيخ مجهول».

* ورواه عبيد بن معبد [بصري، روى عنه الحسن بن سفيان، وذكره ابن حبان في الثقات (٨/ ٤٣٣)، الثقات لابن قطلوبغا (٧/ ٥٧)]: ثنا عيسى بن شعيب، عن الحجاج، عن حميد، عن عبد الرحمن مثله.

أخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة (٤/ ١٨٥٥/ ٤٦٧٤) [تحرف عنده: عيسى بن شعيب، إلى عمرو بن شعيب].

قال ابن حجر في الإصابة (٤/ ٢٥٥) (٦/ ٤٧٧ - ط هجر): «أخرجه البغوي، ومطين، وأبو نعيم بطوله، وأخرج طرفاً منه: ابن منده».

<<  <  ج: ص:  >  >>