• والصواب: ما رواه الليث بن سعد [ثقة ثبت، أثبت الناس في سعيد المقبري]، عن سعيد المقبري، عن بشير بن المحرر، عن سعيد بن المسيب، أنه قال: بينما رسول الله ﷺ جالس ومعه أصحابه وقع رجل بأبي بكر، فآذاه، فصمت عنه أبو بكر، ثم آذاه الثانية، فصمت عنه أبو بكر، ثم آذاه الثالثة، فانتصر منه أبو بكر، فقام رسول الله ﷺ حين انتصر أبو بكر، فقال أبو بكر: أوجدت عليَّ يا رسول الله؟ فقال رسول الله ﷺ:«نزل ملك من السماء يكذبه بما قال لك، فلما انتصرت وقع الشيطان، فلم أكن لأجلس إذ وقع الشيطان».
أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (٢/ ١٠٢)، وأبو داود (٤٨٩٦). قلت: وهذا مرسل بإسناد فيه جهالة [راجع: تخريجه في فضل الرحيم الودود (١٨/ ٣١٥/ ١٤٩٧)]
• وروى أبو نعيم الفضل بن دكين [ثقة ثبت]، وعبيد الله بن موسى [ثقة]، وأبو نعيم النخعي [عبد الرحمن بن هانئ، وهو ضعيف، كذبه ابن معين، وقال ابن عدي:«وعامة ما له لا يتابعه الثقات عليه»، ومن مشاه فلم يخبر حاله. انظر: التهذيب (٢/ ٥٦١)، الميزان ٢/ ٥٩٥]
حدثنا أبو العنبس [سعيد بن كثير بن عبيد التيمي: ثقة]، عن أبيه [كثير بن عبيد]، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «ليأتين يوم القيامة قوم ليس على وجوههم لحم، أخلقوها في الدنيا بالمسألة، فمن فتح على نفسه باب مسألة وهو غني عنها، فتح الله عليه باب فقر». لفظ أبي نعيم الفضل بن دكين [عند البيهقي].
ولفظ عبيد الله [عند ابن أبي عاصم]: «يأتي يوم القيامة أناس ليس على وجوههم اللحم، قد أخلقوها بالمسألة في الدنيا».
أخرجه ابن أبي عاصم في الزهد (٢٥٤)، وأبو علي ابن شاذان في الأول من حديثه (٤٧)، والبيهقي في الشعب (٦/ ١١٨/ ٣٢٤٨).
قلت: وهذا حديث حسن؛ كثير بن عبيد التيمي، مولى أبي بكر الصديق، أبو سعيد الكوفي، رضيع عائشة وسمع منها، كما سمع من أبي هريرة أيضاً، روى عنه جماعة من الثقات، وذكره ابن حبان في الثقات، فهو حسن الحديث [التاريخ الكبير (٧/ ٢٠٦)، الجرح والتعديل (٧/ ١٥٥)، الثقات (٥/ ٣٣٠ و ٣٣٢)، كنى مسلم (١٢٨٦)، المعرفة ٣/ ٤٦٣ والتاريخ (٢/ ٨٨) و (٣/ ١٦٧)، التهذيب (٣/ ٤٦٣)]
وقد سبق أن حسنت بهذا الإسناد حديثين في فضل الرحيم الودود (٤/ ٢٦٥/ ٣٧٢) و (٦/ ٨٣/ ٥١٥)؛ قلت في موضع منهما: إسناده كوفي لا بأس به، وعليه فإن كثير بن عبيد يروي أحاديث مستقيمة، ولم يجرحه أحد من الأئمة، ولم يتكلم فيه بما يوجب رد حديثه، وعليه فالعبرة باستقامة مروياته.
وهذا الحديث يشهد لشقه الأول: حديث ابن عمر مرفوعاً: «ما يزال الرجل يسأل»