للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ويشبه أن يكون عمر قد حفظ إسناده عن أبيه، والله أعلم.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، القاص من أهل فلسطين: لا يُدرى من هو؟، وعمر بن أبي سلمة: ليس بالقوي. [انظر: التهذيب (٣/ ٢٣٠)، الميزان (٣/ ٢٠١)، إكمال مغلطاي (١٠/ ٦٤)]، وهذا ضعف يسير ينجبر بمجيئه من وجه آخر.

ويشهد لبعضه: ما رواه العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن رسول الله ، أنه قال: «ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله ». وفي رواية: «ولا عفا رجل عن مظلمة، إلا زاده الله بها عزاً».

أخرجه مسلم (٢٥٨٨)، وتقدم تخريجه في فضل الرحيم الودود (١٨/ ٣١٣/ ١٤٩٧). ويشهد لبعضه الآخر: ما رواه أبو العنبس عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله : «ليأتين يوم القيامة قوم ليس على وجوههم لحم، أخلقوها في الدنيا بالمسألة، فمن فتح على نفسه باب مسألة وهو غني عنها، فتح الله عليه باب فقر».

وهو حديث حسن، يأتي ذكره في الحديث الآتي.

وعليه: فإن حديث القاص من أهل فلسطين عن عبد الرحمن بن عوف: حديث حسن لما له من شواهد، والله أعلم.

٤ - حديث أبي هريرة:

* رواه جماعة من الثقات، عن ابن عجلان، قال: حدثنا سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة أن رجلاً شتم أبا بكر، والنبي جالس، فجعل النبي يعجب ويتبسم، فلما أكثر رد عليه بعض قوله، فغضب النبي وقام، فلحقه أبو بكر، فقال: يا رسول الله كان يشتمني وأنت جالس، فلما رددتُ عليه بعض قوله، غضبت وقمت، قال: «إنه كان معك ملك يرد عنك، فلما رددت عليه بعض قوله، وقع الشيطان، فلم أكن لأقعد مع الشيطان».

ثم قال: «يا أبا بكر ثلاث كلهن حق: ما من عبد ظلم بمظلمة فيغضي عنها الله ، إلا أعز الله بها نصره، وما فتح رجل باب عطية يريد بها صلة، إلا زاده الله بها كثرة، وما فتح رجل باب مسألة يريد بها كثرة، إلا زاده الله بها قلة».

أخرجه أبو داود (٤٨٩٧)، وأحمد (٢/ ٤٣٦)، وتقدم تخريجه في فضل الرحيم الودود (١٨/٣١٤/١٤٩٧).

* وممن أخرج أيضاً منه شقه الثاني، وفيه موضع الشاهد: ابن أبي الدنيا في الإشراف في منازل الأشراف (٧٥)، والحارث بن أبي أسامة في مسنده (٣٠٥ - بغية الباحث)، وعبد الله بن أحمد في السُّنَّة (٢/ ٤٥٩/ ١٠٤٠)، وابن جرير الطبري في تهذيب الآثار (١/٢٠/٢٦ - مسند عمر).

وقد وهم فيه ابن عجلان، وسلك فيه الجادة والطريق السهل.

<<  <  ج: ص:  >  >>