حديث سعيد بن جبير «يروى بغير هذا الإسناد، وبغير هذا اللفظ من وجه ثابت، وأما حديثي أنس فمنكرين، غير محفوظين إلا عنه».
قلت: هذا حديث منكر؛ الحارث بن النعمان الليثي: منكر الحديث [التهذيب (١/ ٣٣٨)]
وروي عن يزيد بن أبي زياد بأسانيد لا تخلو من مقال:
فقيل: عن يزيد بن أبي زياد، عن مقسم، عن ابن عباس، رفعه قال: «ما نقصت صدقة من مال شيئا قط، ولا مد عبد يده بصدقة قط، إلا وقعت في يدي الله قبل أن تقع في يد السائل، ولا فتح عبد على نفسه باب مسألة له عنها غنى؛ إلا فتح الله عليه باب فقر».
وقيل: عن يزيد بن أبي زياد، عن مجاهد، عن ابن عباس قال: قال رسول الله ﷺ: «ما فتح رجل على نفسه باب مسألة، إلا فتح الله عليه باب فقر؛ فاستغنوا».
أخرجه ابن أبي الدنيا في القناعة والتعفف (٢٨)، والطبراني في الكبير (١١/ ٤٠٥/) (١٢١٥٠)، والقضاعي في مسند الشهاب (٨١٦)، والبيهقي في الشعب (٦/١١٨/٣٢٤٩).
وهو حديث ضعيف مضطرب، اضطرب في إسناده: يزيد بن أبي زياد، وهو وإن كان في الأصل: صدوقا عالما؛ إلا أنه لما كبر ساء حفظه وتغير، وكان إذا لقن تلقن، فهو: ليس بالقوي؛ كما قال أكثر النقاد، لأجل ما صار إليه أمره. [انظر: التهذيب (٤/ ٤١٣)، الميزان (٤/ ٤٢٣)، وقد تقدم الكلام عليه مرارا].
٣ - حديث عبد الرحمن بن عوف:
رواه عمرو بن مجمع [ضعفوه. اللسان (٦/ ٢٢٥)]: حدثنا يونس بن خباب [شيعي، ضعيف]، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه، قال: قال رسول الله ﷺ: «ما فتح رجل على نفسه باب مسألة يسأل الناس، إلا فتح الله عليه باب فقر؛ لأن العفة خير».
وفي رواية: «ثلاثة أقسم عليهن: ما نقص مال من صدقة فتصدقوا، ولا عفا رجل عن مظلمة ظلمها إلا زاده الله عزا؛ فاعفوا يعزكم الله، ولا فتح رجل على نفسه باب مسألة، إلا فتح الله عليه باب فقر».
أخرجه البزار (٣/ ٢٤٣/ ١٠٣٢)، وابن جرير الطبري في تهذيب الآثار (١/١٨/٢٣ - مسند عمر)، وابن عدي في الكامل (٦/ ٢٣٠) (٧/ ٥٨٠/ ١٢٢١٢ - ط الرشد)، والقضاعي في مسند الشهاب (٨١٩)، وانظر: أطراف الغرائب والأفراد (٥٥٤).
قال البزار: «وهكذا رواه يونس بن خباب، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبيه، وخالفه عمر بن أبي سلمة في إسناده».
وقال ابن عدي: «وهذه الأحاديث الثلاثة ليونس بن خباب بأسانيدها: لا أعلم يرويها عن يونس غير عمرو بن مجمع، على أن يونس بن خباب ضعيف مثله، ولعمرو غير ما ذكرت، وعامة ما يرويه لا يتابع عليه، إما إسنادا وإما متنا».