للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

أراه يثبت من حديثه، والضحاك بن عثمان [الضحاك بن عثمان بن عبد الله الأسدي الحزامي: صدوق، يهم كثيراً، لينه بعضهم، وقال ابن عبد البر: «كان كثير الخطأ، ليس بحجة». التهذيب (٢/ ٢٢٣)، الميزان (٢/ ٣٢٤)، إكمال مغلطاي (٧/٢٠)، علل ابن أبي حاتم (٣٦١)، وانظر: ما تقدم تحت الحديث رقم (٨٩٥)]:

فروياه عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، أن النبي قال: «لأن يعمد أحدكم إلى حبل من فلاة من الأرض، فيحتطب حزمة من حطب فيبيعها، فيأكل ويتصدق، خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه».

أخرجه البزار (١/ ٤٣٢ - ٩١٢ - كشف الأستار)، والدارقطني في العلل (١٤/ ١٩١/ ٣٥٣٨)

قال البزار: «تفرد الضحاك بقوله: عن عائشة»، قلت: وهو الأشبه، تفرد به، ووهم فيه.

وقال الدارقطني بعد ذكر مخالفة سليمان بن بلال، والضحاك: «وأصحاب هشام الحفاظ: رووه عنه، عن أبيه، عن جده الزبير، وهو الصحيح».

قلت: أسنده البزار والدارقطني من طريق الضحاك، ولم أقف عليه مسنداً من طريق سليمان بن بلال، إنما ذكره الدارقطني عنه معلقاً، ولا أراه يثبت عنه، والأشبه أنه قد تفرد بهذا الوهم عن هشام الضحاك بن عثمان، كما قال البزار، والله أعلم.

وانظر أيضاً فيمن وهم في إسناده على هشام بن عروة: ما أخرجه ابن عساكر في تارخ دمشق (١٥/ ١١٠).

قال عباس الدوري: «قيل ليحيى: سمع عروة بن الزبير من أبيه شيئاً؟ قال: قال عروة: كنت صغيراً، فربما استمسكت بالشيء من شعر أبي» [تاريخ ابن معين للدوري (٣/ ٢٣٦/ ١١٠٤)، تاريخ دمشق (٤٠/ ٢٤٨)].

وقال ابن محرز: «حدثنا يحيى بن معين، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن عثمان بن أبي سليمان بن جبير بن مطعم، قال: قلت لعروة بن الزبير: ما تذكر من أبيك؟ قال: أذكر أني كنت أتعلق بالشيء من شعر أبي» [سؤالات ابن محرز (١/ ٦٧٣)].

قلت: يُعارض هذا بما رواه ابن أبي خيثمة في التاريخ الكبير (٢/ ١٤٥/ ٢١٢١ - السفر الثالث)، قال: «سمعت يحيى بن معين، يقول: عروة مات سنة أربع أو خمس وتسعين، وكان يوم الجمل ابن ثلاث عشرة فاستصغروه فردوه». [انظر: تاريخ دمشق (٤٠/ ٢٨٦)]

وقال أبو حاتم الرازي: «رأى أباه» [الجرح والتعديل (٦/ ٣٩٥)].

وقال ابن خراش: «عروة بن الزبير: لم يسمع من الزبير شيئاً» [تاريخ دمشق (٤٠/ ٢٤٨)]

وقال الدارقطني: «لا يصح سماعه من أبيه» [التهذيب (٣/ ٩٤)].

<<  <  ج: ص:  >  >>