للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

فإنما يسأل جمراً؛ فليستقل أو ليستكثر [أخرجه مسلم (١٠٤١)، وتقدم تحت الحديث رقم (١٦٢٩)]، وعن ثوبان، قال: قال رسول الله : «من سأل وله ما يغنيه، جاءت شيئاً في وجهه يوم القيامة» [وهو حديث صحيح، وتقدم تحت الحديث رقم (١٦٢٩) وعن حبشي بن جنادة مرفوعاً: «من سأل من غير فقر، فكأنما يأكل الجمر» [وهو حديث صحيح، وتقدم تحت الحديث رقم (١٦٣٤)]، وغيرها كثير مما جاء في معناها.

وهناك معنى بعيد غير متبادر للذهن، وهو أن يقال: خير المسألة أن تسأل غنياً موسراً كريماً فيسد خلتك، وهذا يعسر حمله على معنى ما جاء في حديث سمرة: «إلا أن يسأل الرجل ذا سلطان، أو يسأل في الأمر لا يجد منه بُداً»، وذو السلطان أخص من الغني.

وعلى كل حال؛ فإني لم أجد شاهداً لهذه اللفظة في حديث ابن عمر: «وخير المسألة: المسألة عن ظهر غنى»؛ فهي لفظة غريبة؛ لا تصح.

وأما حديث: «خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى، وابدأ بمن تعول»؛ فسوف يأتي تخريجه برقم (١٦٧٦)، وهو حديث صحيح [أخرجه البخاري (١٤٢٦ و ١٤٢٨ و ٥٣٥٥ و ٥٣٥٦)، من حديث أبي هريرة. وأخرجه البخاري (١٤٢٧)، ومسلم (١٠٣٤)، من حديث حكيم بن حزام].

وروي فيمن تحل منه الصدقة، ويجوز سؤاله:

ما رواه أبو الأحوص محمد بن الهيثم [ثقة حافظ]: حدثنا أبو توبة الربيع بن نافع [ثقة حجة]: حدثنا يزيد بن ربيعة، عن أبي الأشعث شراحيل بن آده: أحد كبار علماء التابعين بدمشق، عن أبي عثمان [هو: النهدي، عبد الرحمن بن مل؛ ثقة ثبت، مخضرم، من كبار الطبقة الثانية] عن ثوبان؛ أن رسول الله قال: «تحل الصدقة من ثلاث: من الإمام الجامع، ومن ذي الرحم لرحمه، ومن التاجر المكثر».

أخرجه البيهقي في الشعب (٦/ ١١٠/ ٣٢٣٧).

قلت: هو حديث منكر؛ تفرد به عن أبي الأشعث الصنعاني: يزيد بن ربيعة الرحبي الدمشقي، وهو: متروك منكر الحديث [اللسان (٨/ ٤٩٢)، الجرح والتعديل (٩/ ٢٦١)]، والله أعلم.

* * *

١٦٤٠ - حماد بن زيد عن هارون بن رئاب، قال: حدثني كنانة بن نُعيم العدوي، عن قبيصة بن مُخارق الهلالي، قال: تحملت حمالةً، فأتيت النبي ، فقال: «أَقِمْ يا قبيصة حتى تأتينا الصدقة، فنأمر لك بها»، ثم قال: «يا قبيصة، إن المسألة لا تحلُّ إلا لأحد ثلاثة: رجل تحمل حمالة فحلَّت له المسألة، فسأل حتى يصيبها، ثم يمسك، ورجل أصابته جائحة، فاجتاحت ماله، فحلَّت له المسألة، فسأل حتى يُصيب قواماً من عيش» أو قال: سداداً من عيش، ورجل أصابته فاقةٌ، حتى

<<  <  ج: ص:  >  >>