• قلت: توبع سعيد بن عبيد على ذكر البينة، مع ذكر الاستحلاف:
فقد روى عمر بن محمد بن الحسن الأسدي [صدوق]: حدثنا أبي: حدثنا قيس قيس بن الربيع: ليس بالقوي، عن حبيب بن أبي ثابت [ثقة، فقيه، جليل، من الثالثة]، عن بشير بن يسار، عن سهل بن أبي حثمة، قال: خرج قوم من الأنصار، فقتل رجل منهم، فرفع ذلك إلى رسول الله ﷺ، فقال:«بينتكم؟»، قالوا: ما لنا بينة، قال:«فأيمانهم؟» [وفي رواية: «فتنفلكم أيمانهم؟»]، قالوا: إذن يقتلنا يهود، ثم يحلفون، قال:«فأيمانكم أنتم»، قالوا: لم نشهد، فوداه رسول الله ﷺ[من مال أتاه].
أخرجه الطبراني في الكبير (٦/١٠٠/٥٦٢٨)، والدارقطني في السنن (٤/ ١١٣)(٣١٨٩)، وفي الأفراد (١/ ٤٠٠/ ٢١٧١ - أطرافه). [الإتحاف (٦/ ٦٩/ ٦١٤٧)].
قال الدارقطني في الأفراد:«تفرد به محمد بن الحسن الأسدي، عن قيس، عن حبيب بن أبي ثابت، عن بشير عنه».
قلت: وهذا غريب من حديث قيس بن الربيع، ثم من حديث حبيب بن أبي ثابت، ومحمد بن الحسن بن الزبير الأسدي: لا بأس به، وله أوهام، وقد ضعفه بعضهم، وله أفراد لا يتابع عليها، وليس هو بالحافظ الذي يعتمد على حفظه، وقد أخرج له البخاري في صحيحه - من رواية ابنه عنه - حديثين فقط، وقد توبع عليهما. [انظر: صحيح البخاري (١٤٨٥ و ١٤٩١ و ٣٠٧٢) و (٣٨١٦ و ٣٨١٧ و ٣٨١٨ و ٥٢٢٩ و ٦٠٠٢ و ٧٤٨٤)]، فإن قيل: قد أتى بزيادات اعتمدها البخاري، ولم يتابع الأسدي عليها، فيقال: قد توبع على أصل الحديث، ولعل البخاري اطلع على ما تطمئن نفسه إلى ثبوت هذه الزيادة من طريقه، فاعتمدها في صحيحه [وانظر: فتح الباري (٧/ ١٣٧)، النكت الظراف بهامش التحفة (١٢)(١٢٧)] [التهذيب (٣/ ٥٤١)، هدي الساري (٤٣٨)، الميزان (٣/ ٥١٢)] [وقد تقدم الكلام عليه في فضل الرحيم الودود (٦/ ٤٧٥/ ٥٧٤)].
قلت: وهذا إسناد غريب، لا بأس به في المتابعات.
• وقد وجدت له شاهدا على ذكر البينة من حديث عبد الله بن عمرو:
رواه عبيد الله بن الأخنس، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده؛ أن ابن محيصة الأصغر أصبح قتيلا على أبواب خيبر، [فغدا أخوه على النبي ﷺ، فقال: يا رسول الله، أخي أصبح قتيلا على أبواب خيبر؟]، فقال رسول الله ﷺ:«أقم شاهدين على من قتله، أدفعه إليك برمته»، قال: يا رسول الله، ومن أين أصيب شاهدين، وإنما أصبح قتيلا على أبوابهم؟، قال:«فتحلف خمسين قسامة؟»، قال: يا رسول الله، وكيف نحلف على ما لا أعلم؟ فقال رسول الله ﷺ:«فتستحلف منهم خمسين قسامة»، فقال: يا رسول الله، كيف نستحلفهم، وهم اليهود؟، فقسم رسول الله ﷺ ديته عليهم، وأعانهم بنصفها.
أخرجه النسائي في المجتبى (٨/١٢/٤٧٢٠)، وفي الكبرى (٦/ ٣٢٤/ ٦٨٩٦)،