للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وقال ابن رجب في جامع العلوم والحكم (٢/ ٢٣٢): «وقد ذكر الأئمة الحفاظ أن رواية يحيى بن سعيد أصح من رواية سعيد بن عبيد الطائي، فإنه أجل وأعلم وأحفظ، وهو من أهل المدينة، وهو أعلم بحديثهم من الكوفيين».

وقد ذكر الإمام أحمد مخالفة سعيد بن عبيد ليحيى بن سعيد في هذا الحديث، فنفض يده، وقال: «ذاك ليس بشيء، رواه على ما يقول الكوفيون، وقال: أذهب إلى حديث المدنيين يحيى بن سعيد»، ثم نقل قول مسلم والنسائي وابن عبد البر.

وقال ابن بطال في شرحه على البخاري (٨/ ٥٣٣): «وقال أحمد بن حنبل: الذي أذهب إليه في القسامة: حديث يحيى بن سعيد عن بشير بن يسار، فقد وصله عنه حفاظ، وهو أصح من حديث سعيد بن عبيد.

قال الأصيلي: فلا يجوز أن يعترض بخبر واحد على خبر جماعة، مع أن سعيد بن عبيد قال في حديثه: فوداه رسول الله من إبل الصدقة، والصدقة لا تعطى في الديات، ولا يصالح بها عن غير أهلها».

وقال النسائي: «خالفهم سعيد بن عبيد الطائي».

وقال أيضاً: «لا نعلم أن أحداً تابع سعيد بن عبيد الطائي على لفظ هذا الحديث عن بشير بن يسار، وسعيد بن عبيد: ثقة، وحديثه أولى بالصواب عندنا، والله أعلم».

ثم ذكر مخالفة عمرو بن شعيب، ثم قال: «لا نعلم أن أحداً تابع عمرو بن شعيب على هذه الرواية، ولا سعيد بن عبيد على روايته عن بشير بن يسار، والله أعلم».

واحتج بحديث سعيد بن عبيد أيضاً: الطحاوي، وانظر أيضاً: مختصر اختلاف العلماء (٥/ ١٨٢).

وقال القاضي عياض في إكمال المعلم (٥/ ٤٦٠): «وهذا الحديث مما انتقد على مسلم، وذلك أنه ذكره مختصراً بإثر حديث يحيى بن سعيد عن بشير بن يسار، وقال: وساق الحديث، ونبه فيه على خلافه في قوله آخراً: فوداه رسول الله من إبل الصدقة، ولم ينبه على مخالفته إياه في تبدئة المدعى عليهم، كما ذكرناه قبل من رواية البخاري في هذا الحديث عن سعيد بن عبيد، وظاهر قوله: وساق الحديث؛ يوهم أنه بمثل ما تقدم من حديث يحيى في تبدئة المدعين».

قلت: إغفال مسلم ذكر سياق حديث سعيد بن عبيد في إهمال تحليف المدعين؛ إشارة منه لتوهيمه وعدم ضبطه للفظ الحديث، وقد صرح بذلك في التمييز.

وقال ابن القيم في تهذيب السنن (٦/ ٣٢١): «والصواب: رواية الجماعة الذين هم أئمة أثبات؛ أنه بدأ بأيمان المدعين، فلما لم يحلفوا ثنى بأيمان اليهود، وهذا هو المحفوظ في هذه القصة، وما سواه وهم».

• قلت: كلام مسلم لا يقتضي رد حديث سعيد بن عبيد بالكلية، وإنما أراد أن يبين أنه قد قصر في المتن ووهم فيه وغلط، حيث لم يذكر تحليف أولياء المقتول المدعين

<<  <  ج: ص:  >  >>