كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود

٣ - كتاب الزكاة - هل الحج يدخل في مصرف سبيل الله؟ - ج: 21 - ص: 133

قلت: وعلى هذا فإن حديث ابن إسحاق، عن عيسى بن معقل، عن يوسف بن عبد الله بن سلام، عن أم معقل: حديث جيد الإسناد، وفيه: أن هذا الحديث قد سمعه من أم معقل ثلاثة: يوسف، وابنها معقل، ومروان بن الحكم، ويحتمل من عيسى بن معقل مثل هذا حيث يروي منقبة لجدته، توبع على أصلها، إلا أنه لم يضبط القصة، ووهم في سياقها كما تقدم بيانه، والمحفوظ فيها:

ما رواه ابن جريج وحبيب المعلم، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس.

وما رواه عامر بن عبد الواحد، عن بكر بن عبد الله المزني، عن ابن عباس.

• وأما الاختلاف فيه على أبي بكر بن عبد الرحمن:

ب - فقد رواه أبو عوانة [ثقة ثبت] [واللفظ له]، وسفيان الثوري [ثقة حجة، إمام فقيه] [وعنه: إسحاق بن يوسف الأزرق]:

عن إبراهيم بن مهاجر، عن أبي بكر بن عبد الرحمن: أخبرني رسول مروان [قال سفيان عن رسول مروان الذي أرسل [به] إلى أم معقل، قالت: كان أبو معقل حاجاً مع رسول الله ﷺ، فلما قدم، قالت أم معقل: قد علمت أن علي حجة وأن عندك بكراً؛ فأعطني، فلأحج عليه، قال: فقال لها: إنكِ قد علمت أني قد جعلته في سبيل الله، قالت: فأعطني صرام نخلك، قال: قد علمت أنه قوت أهلي، قالت: فإني مكلمة النبي ﷺ، وذاكرته له، قال:] فانطلقا يمشيان حتى دخلا عليه فقالت: يا رسول الله، إن عليَّ حجة، وإن لأبي معقل بكراً، قال أبو معقل: صدَقَتْ، جعلته في سبيل الله، فقال رسول الله ﷺ: «أعطها فلتحج عليه، فإنه في سبيل الله»، فأعطاها البكر، فقالت: يا رسول الله، إني امرأة قد كبرت وسقمت، فهل من عمل يجزئ عني من حجتي؟ قال: «عمرة في رمضان تجزئ حجةً». وفي رواية مختصرة للثوري [عند الفاكهي] عن إبراهيم بن مهاجر، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، عن رسول مروان عن أم معقل، قالت: قال - يعني: أبا معقل، وكان حج مع رسول الله ﷺ ماشياً -: إن عليَّ حجة، وقد كبرت فما يجزئ عنها؟ قال: «عمرة في شهر رمضان تجزيك من حجتك».

وفي أخرى: عن إبراهيم بن مهاجر، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، عن رسول مروان، عن أم معقل، قالت: كان عليَّ حجة، وكان أبو معقل قد أعد بكراً له في سبيل الله تعالى، فسألته البكر، فكأنه أبى، فذكر ذلك للنبي ﷺ فقال: «ادفعه إليها فلتحجج عليه، إنه من سبيل الله تعالى»، أو نحوه.

أخرجه أبو داود (١٩٨٨)، وأحمد (٦/ ٣٧٥)، والفاكهي في أخبار مكة (١/ ٣٩٠/ ٨٢٨) و (١/ ٣٩٢/ ٨٣٣) و (١/٤٠٢/٨٦٢)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (٦/٤٦/٣٢٤٣)، والطبراني في الكبير (٢٥/١٥٢/٣٦٤)، والدارقطني في العلل (١٣/ ٢٨٤/ ٣١٧٩)، وابن عبد البر في التمهيد (٢٢/ ٥٧). [التحفة (١٢/٢١١/١٨٣٥٩)، الإتحاف (١٨/ ٣١٤/ ٢٣٦٨٤)، المسند المصنف (٤٠/ ٦٠١/ ١٩٤٦٧)].