هكذا رواه عن ابن عيينة: الحميدي، وأحمد بن حنبل، وقتيبة بن سعيد، وهم ثقات أثبات حفاظ، والحميدي أرواهم عن ابن عيينة.
ورواه ابن أبي شيبة في المصنف (٣/ ١٥٨/ ١٣٠٢٧) (٧/ ٥٠٠/ ١٣٤٨٨ - ط الشثري)، قال: حدثنا ابن عيينة، عن محمد بن المنكدر، عن يوسف بن عبد الله بن سلام؛ سمع رجلاً من الأنصار، يقول: إن رسول الله ﷺ قال له ولامرأته: «اعتمرا في رمضان، فإن عمرة لكما في رمضان تعدل حجة». [المسند المصنف (٢٥/ ٥٧٨/ ١١٥٩٩)].
قلت: أبو بكر ابن أبي شيبة: ثقة حافظ مصنف، وهو من كبار الحفاظ الأثبات، مكثر عن ابن عيينة جداً، ومن أصحابه المقدمين فيه، وابن عيينة يحتمل منه ذلك، وقد زاد في الإسناد رجلاً، وروايته محفوظة، ولم ينفرد بها، والله أعلم.
• فقد رواه أبو عبيد الله [هو: سعيد بن عبد الرحمن المخزومي، وهو: ثقة، مكثر عن ابن عيينة]، قال: حدثنا سفيان [يعني: ابن عيينة]، عن محمد بن المنكدر، عن يوسف بن عبد الله بن سلام قال: بعثني مروان بن الحكم إلى رجل من الأنصار أسأله عن العمرة في رمضان، فجئته فحدثني؛ أن رسول الله ﷺ قال له ولامرأته: «اعتمرا في شهر رمضان؛ فإن عمرة فيه كحجة».
أخرجه ابن عبد البر في التمهيد (٢٢/ ٥٩) (١٣/ ٦٠٠ - ط الفرقان) بإسناده الذي يروي به نسخة أبي عبيد الله سعيد بن عبد الرحمن المخزومي.
قلت: يوسف بن عبد الله بن سلام: صحابي صغير، ويحتمل منه أن يروي الحديث عن النبي ﷺ بلا واسطة، فإن مراسيل الصحابة مقبولة، وكان ينشط أحياناً فيحدث بالقصة، وبمن حدثه بها، ولذا فإن رواية ابن إسحاق رواية تامة، وهي محفوظة؛ لا تعل برواية ابن المنكدر؛ لأن ذلك من تصرف الصحابي نفسه، كان يرويه أحياناً مختصراً، وأحياناً يسنده ويأتي بالقصة بتمامها، إلا أن رواية ابن إسحاق فيها أن أبا معقل قد توفي قبل الحج، وهو غلط، والصواب: أنه حج مع النبي ﷺ، كما دل على ذلك حديث ابن عباس، وكذلك رواية ابن المنكدر، عن يوسف؛ أنه سمع رجلاً من الأنصار، يقول: إن رسول الله ﷺ قال له ولامرأته، وهذا الرجل هو أبو عقيل، والله أعلم.
قال الدارقطني في العلل (١٣/ ٢٨٣/ ٣١٧٩): «وروى هذا الحديث عيسى بن معقل بن أبي معقل، واختلف عنه؛
فرواه موسى بن عقبة، عن عيسى بن معقل، عن جدته أم معقل عن النبي ﷺ.
وخالفه محمد بن إسحاق، فرواه عن عيسى بن معقل، عن يوسف بن عبد الله بن سلام، عن جدته أم معقل.
ورواه محمد بن المنكدر، عن يوسف بن عبد الله بن سلام، عن النبي ﷺ.
والحديث يصح عن أبي معقل، وأم معقل، وأنهما شافها النبي ﷺ بالسؤال».
وقال ابن عبد البر في التمهيد: «القول في هذا الحديث: قول ابن إسحاق، والله أعلم».