ورواه عمر بن علي المقدمي [ثقة]، عن موسى بن عقبة [مدني، ثقة]، عن عيسى بن معقل، عن جدته أم معقل، قالت: مات أبو معقل وترك بعيراً، فجعله في سبيل الله، فأتيت رسول الله ﷺ، فقلت: يا رسول الله! إن أبا معقل هلك، وترك بعيراً في السبيل، وعلي حجة، فقال:«اركبي يا أم معقل بعيرك، فإن الحج من سبل الله». وفي رواية:«يا أم معقل حجي على بعيرك، فإن الحج من سبيل الله».
أخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (٦/٤٧/٣٢٤٤)، والطحاوي في أحكام القرآن (٧٧٨)، والطبراني في الكبير (٢٥/٣٧٠/١٥٤).
قلت: هو غريب من حديث موسى بن عقبة المدني، وعمر بن علي المقدمي: بصري، أصله واسطي، وقد نُقم على عمر بن علي تدليس القطع، قال ابن حجر في طبقات المدلسين (١٢٣) عن المقدمي: ثقة مشهور، كان شديد الغلو في التدليس، وصفه بذلك: أحمد وابن معين والدارقطني وغير واحد، وقال ابن سعد: ثقة، وكان يدلس تدليساً شديداً، يقول: ثنا، ثم يسكت، ثم يقول: هشام بن عروة، أو الأعمش، أو غيرهما، قلت: وهذا ينبغي أن يسمى تدليس القطع [وانظر: طبقات ابن سعد (٧/ ٢٩١)، الجرح والتعديل (٦/ ١٢٤)، السير (٨/ ٥١٣)، التهذيب (٣/ ٢٤٥)].
ولهذا فإنه وإن صرح بالسماع من شيخه، إلا أنه يخشى أن يكون أخذه عن مجروح، ثم دلسه، والله أعلم [وانظر: السلسلة الضعيفة (٢/ ٤٠٨/ ٩٧٧)].
وموسى بن عقبة: قد روى عنه جمع كبير من ثقات المدنيين وغيرهم، وفيهم أئمة، وانفراد عمر بن علي عنه به: فيه غرابة ظاهرة.
بينما اشتهر حديث ابن إسحاق، فرواه عنه أهل بلده والغرباء، والحديث الذي اشتهر في بلده وخارجها: أولى من الحديث الذي لم يُعرف إلا خارج بلده مع غرابته، فضلاً عن كون ابن إسحاق قد زاد رجلاً في الإسناد.
وعليه فإن الأشبه بالصواب: حديث ابن إسحاق، والله أعلم.
قلت: وعيسى بن معقل مجهول. [انظر: التهذيب (٣/ ٣٦٧)]، وخالفه محمد بن المنكدر [وهو: مدني ثقة] فرواه عن يوسف بن عبد الله بن سلام فلم يذكر فوقه أحداً، ولم يذكر فيه موضع الشاهد:
• رواه سفيان بن عيينة، قال: حدثنا محمد بن المنكدر؛ أنه سمع يوسف بن عبد الله بن سلام، يقول: قال النبي ﷺ لرجل وامرأة من الأنصار: «اعتمرا في شهر رمضان، فإن عمرة فيه لكما كحجة».
أخرجه النسائي في الكبرى (٤/٢٣٧/٤٢١٠)، وأحمد (٤/٣٥)، والحميدي (٨٩٤)، وابن قانع في المعجم (٣/ ٢٣٤)، والطبراني في الكبير (٢٢/ ٢٨٦/ ٧٣٥). [التحفة (٨/ ٣٧٨/ ١١٨٥٧)، الإتحاف (١٣/ ٧٤١/ ١٧٣٧٤)، المسند المصنف (٢٥/ ٥٧٨/ ١١٥٩٩)]