وهذا إسناد جيد في المتابعات، وهو حديث صحيح.
• لكن هل يقال: حديث إسرائيل، وشريك، وقيس: عن أبي إسحاق، عن حبشي بن جنادة مرفوعاً: يُعلُّ بحديث شعبة، وأبي الأحوص، عن أبي إسحاق، عن مسروق، قوله مقطوعاً عليه؟
• فقد رواه شعبة، وأبو الأحوص، عن أبي إسحاق، عن مسروق، قوله مقطوعاً عليه.
قال شعبة: سمعت أبا إسحاق، قال: سمعت مسروقاً، قال: «مسألة الغني كدح في وجهه». ولفظ أبي الأحوص: «من سأل الناس من غير فاقة، جاء يوم القيامة وفي وجهه خدوش، أو خموش».
أخرجه ابن أبي شيبة (٢/ ٤٢٥/ ١٠٦٧٠) (٦/ ٣٧٧/ ١٠٩٧٨ - ط الشثري)، وابن جرير الطبري في تهذيب الآثار (١/ ٥٢/ ٩٠ - مسند عمر).
فيقال: هما حديثان لا يُعلُّ أحدهما الآخر، لاختلاف اللفظ، ولاتفاق ثلاثة من أصحاب أبي إسحاق على حديث حبشي المرفوع، وفيهم: إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق، وهو: ثقة، من أثبت الناس في جده أبي إسحاق، قدمه بعضهم على الثوري وشعبة في أبي إسحاق، مع كونه متأخر السماع من جده، حتى إن شعبة قدمه على نفسه. [انظر: التهذيب (١/ ١٣٣)، شرح علل الترمذي (٢/ ٧١٢)].
• وروي أيضاً من حديث أبي بكر، وابنه، ولا يثبت عن أبي بكر، وفي سند ابنه اختلاف [أخرجه البلاذري في أنساب الأشراف (١٠/ ٧٤)، وابن أبي عاصم في الأحاد والمثاني (١/ ٤٦٩/ ٦٤٩)، والبزار (٦/ ٢٣٨/ ٢٢٧١)، وابن جرير الطبري في تهذيب الآثار (٧٥٧ - الجزء المفقود)، وابن قانع في المعجم (٢/ ١٦٤)].
• وروي من حديث أبي رافع [أخرجه أبو نعيم في الحلية (١/ ١٨٤)] [وهو حديث باطل؛ تفرد به عن الزهري: أبو العطوف الجراح بن منهال، وهو: متروك، منكر الحديث، كذبه ابن حبان وغيره. اللسان (٢/ ٤٢٦)].
• وروي من حديث ابن عمر [أخرجه ابن عدي في الكامل (٧/ ٣٨٣)] [وهو حديث باطل، إسناده مسلسل بالضعفاء، عبد الرحمن بن البيلماني: ضعيف، وابنه محمد منكر الحديث، ومحمد بن الحارث بن زياد الهاشمي الحارثي البصري: ضعيف، روى عن ابن البيلماني أحاديث منكرة. راجع: فضل الرحيم الودود (١٤/ ٢٤٥/ ١٢٧٨)].
• قال ابن جرير في تهذيب الآثار (٤١٣ - الجزء المفقود): «والذي فيه من ذلك: إبانة النبي ﷺ عن تحريم الصدقة للغني عنها، وللصحيح الجسم، القوي على الاحتراف، المستغني بحرفته وكسبه عن الصدقة.
فإن قال قائل: أفكل الصدقة حرام على الغني، وذي المرة السوي؟ أم بعضها؟ قيل له: بل بعضها دون جميعها»، ثم علل ذلك إلى أن قال: «فمعلوم بذلك أن قول النبي ﷺ: