للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

قلت: وكلامه هذا الأخير أجود مما تقدمه، فإنه لا يُدرَى لم قال البخاري ذلك؟! مع وجود هذه الأدلة من الأسانيد وكلام الأئمة الدالة على إثبات صحبة حبشي، وإثبات سماع أبي إسحاق من حبشي مع صحة الإسناد إلى أبي إسحاق، فيما رواه عنه إسرائيل وغيره.

ولذلك فقد أورد الدارقطني في إلزاماته للشيخين (٩٤) حبشي بن جنادة، وقال: «روى عنه الشعبي، وأبو إسحاق، وابنه عبد الرحمن بن حبشي» [وانظر: المؤتلف للدارقطني (٢/ ٩٤٨)] [وأخرج أبو ذر الهروي حديثه في المستدرك المستخرج على الإلزامات. التهذيب (١/ ٣٤٦)].

كذلك فإن الترمذي - وهو تلميذ للبخاري - لم يرد كل أحاديث حبشي، فقال في حديث: «علي مني»: «هذا حديث حسن صحيح غريب» [الجامع (٣٧١٩)].

• وحاصل ما تقدم فإن حديث أبي إسحاق عن حبشي بن جنادة مرفوعاً: «من سأل من غير فقر، فكأنما يأكل الجمر: حديث صحيح صححه ابن خزيمة، والله أعلم.

وله شواهد تشهد على صحته، تقدم بعضها، مثل حديث سهل بن الحنظلية مرفوعاً:

«من سأل شيئاً وعنده ما يغنيه، فإنما يستكثر من جمر جهنم» [وهو حديث صحيح، تقدم برقم (١٦٢٩)]، ومثل حديث أبي هريرة، قال: قال رسول الله : «من سأل الناس أموالهم تكثراً، فإنما يسأل جمر جهنم؛ فليستقل أو ليستكثر» [أخرجه مسلم (١٠٤١)].

• خالف جماعة الثقات عن إسرائيل: الحسن بن قتيبة، قال: حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن رجل، عن ابن جنادة، وقد حج مع النبي حجة الوداع، قال: قال رسول الله : «من سأل من غير فقر فكأنما يقضم الجمر».

أخرجه الحارث بن أبي أسامة في مسنده (٣٠٤ - بغية الباحث) (٥/ ٦١٤/ ٩٤٠ - مطالب).

قلت: هذه زيادة منكرة في الإسناد: تفرد بها الحسن بن قتيبة الخزاعي المدائني، وهو: متروك الحديث [اللسان (٣/ ١٠٦)]، وقد ثبت سماع أبي إسحاق من حبشي.

• قال أبو نعيم بعد أن رواه من طريق الحسن بن عطية: رواه أبو أحمد الزبيري، وعبيد الله بن موسى، وأبو غسان، وغصن بن محمد بن يونس بن أبي إسحاق، وغيرهم، عن إسرائيل. ورواه قيس بن الربيع، عن أبي إسحاق، ورواه الشعبي، عن حبشي أتم من هذا».

رواه قيس بن الربيع [ليس بالقوي]، وشريك بن عبد الله النخعي [صدوق، سيئ الحفظ] [وحديثهما جيد في المتابعات]:

عن أبي إسحاق، عن حبشي بن جنادة، قال: قال رسول الله : «من سأل من غير فقر فكأنما يأكل جمراً».

أخرجه ابن قانع في المعجم (١/ ١٩٨)، والطبراني في الكبير (٤/١٥/٣٥٠٧)، والبيهقي في الشعب (٦/ ١١٣/ ٣٢٤١).

<<  <  ج: ص:  >  >>