للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

• خالف جماعة الثقات؛ فجود إسناده ورفعه:

يحيى بن السكن، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن مسروق، قال: قال عمر بن الخطاب: قال النبي : «من سأل الناس ليثري ماله فإنما هو رضف من النار يتلهبه، من شاء فليقل، ومن شاء فليكثر».

أخرجه ابن حبان (٨/ ١٨٥/ ٣٣٩١)، وابن المقرئ في المعجم (٨٨ و ٨٩)، وتمام في الفوائد (١٧٧١)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٤٨/ ٥٢)، والضياء في المختارة (١/ ٣٩٩ - ٢٨٢/ ٤٠١ - ٢٨٤). [الإتحاف (١٢/٣٧٦/١٥٧٩١)، المسند المصنف (٢٢/ ١٨٤/ ١٠٠٢٤)] [وانظر: أطراف الغرائب والأفراد (١٨٦)].

قال أبو حفص ابن شاهين: «تفرد بهذا الحديث يحيى بن السكن عن حماد عن داود، لا أعلم حدث به غيره، وهو حديث صحيح غريب».

قلت: هو حديث منكر؛ تفرد به: يحيى بن السكن البصري، وهو ضعيف، يتفرد عن كبار الثقات بما لا يتابع عليه [راجع: ترجمته في فضل الرحيم الودود (٨/ ٤٣١/ ٧٨٢)].

بل قد خالفه جمع كبير من كبار الثقات الأثبات، فرووه عن داود عن الشعبي عن عمر موقوفاً عليه، بإسناد منقطع، وروايتهم هي الصواب، والله أعلم.

• وبهذا يُعلم خطأ رواية مجالد، عن الشعبي، عن حبشي بن جنادة، قال: سمعت رسول الله يقول: «من سأل الناس ليثري به ماله، فإنه خموش في وجهه، ورضف من جهنم يأكله [يوم القيامة]»، وذاك في حجة الوداع، فأتاه أعرابي، فسأله رداءه، ثم أخذ بطرفه فذهب، فقال له رسول الله حين ذهب: «إن المسألة لا تحل إلا لفقر مُدقع أو غُرمِ مُفظع».

وكذلك قوله في الرواية الأخرى: سمعت رسول الله يقول في حجة الوداع، وهو واقف بعرفة، أتاه أعرابي، فأخذ بطرف ردائه، فسأله إياه، فأعطاه وذهب، فعند ذلك حرمت المسألة، فقال رسول الله : «إن المسألة لا تحل لغني، ولا لذي مرة سوي، إلا لذي فقر مدقع، أو غُرم مفظع، ومن سأل الناس ليثري به ماله، كان خُموشاً في وجهه يوم القيامة، ورضفاً يأكله من جهنم، ومن شاء فليقل، ومن شاء فليكثر».

وأن المحفوظ فيه عن الشعبي: عن عمر، قال: «من سأل الناس ليثري ماله، فهو رضف من جهنم يتلقمه، فمن شاء استقل، ومن شاء استكثر»، موقوفاً عليه، والله أعلم.

• وأما ما رواه يحيى بن آدم [ثقة حافظ]، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن حبشي بن جنادة السلولي، قال: قال رسول الله في حجة الوداع، وهو واقف بعرفة، وأتاه أعرابي فأخذ بطرف ردائه، فسأله إياه، فأعطاه، فعند ذلك حرمت المسألة، قال رسول الله : «إن المسألة لا تحل لغني، ولا لذي مرة سوي؛ إلا لذي فقر مدقع، أو غرم مفظع، من سأل الناس ليس به مسألة، كان خُموشاً في وجهه يوم القيامة، ورضفاً يأكله من جهنم، فمن شاء فليقل، ومن شاء فليكثر».

<<  <  ج: ص:  >  >>